علّقت موسكو على الزيارة الأولى لوزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد إلى العاصمة الإيرانية طهران، وقالت إن هذه الخطوة لا تقف ورائها خلفيات سياسية.
وكان المقداد قد اختار طهران كوجهة لأولى زياراته الخارجية، في الأيام الماضية، بعد تعيينه في منصب وزير خارجية النظام، خلفاً لوليد المعلم.
وحذرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية من استخلاص “استنتاجات بعيدة المدى”، اعتماداً فقط على جدول الزيارات الخارجية للمسؤولين الحكوميين.
وجاء تحذير زاخاروفا رداً على سؤال عما إذا كان قرار المقداد يعكس إعطائه الأولوية لتطوير العلاقات مع طهران وليس مع موسكو.
وقالت الدبلوماسية الروسية، اليوم السبت إن “المقداد عقب توليه مهام منصبه أبدى رغبته في الوصول إلى روسيا بزيارة عمل”، واصفةً ذلك أمراً طبيعياً، نظراً لـ”العلاقات التحالفية الاستراتيجية بين موسكو ودمشق”.
وأضافت أن البلدين سبق أن اتفقا بسرعة على تنظيم زيارة المقداد إلى روسيا في أقرب وقت مناسب لكلاهما، لكن موعد الزيارة تم إرجاؤه لاحقاً، بسبب تغيرات في جدول أعمال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.
ويأتي حديث زاخاروفا بعد إعلان وزارة الخارجية الروسية، أمس الجمعة، عن زيارة للمقداد إلى موسكو، في السابع عشر من الشهر الجاري.
ومن المقرر أن يتبادل المقداد ونظيره الروسي، سيرغي لافروف الآراء حول أبرز الأحداث الإقليمية والدولية ومن بينها سورية، إضافة إلى مناقشة آفاق التعاون بين البلدين.
كما سيناقش الطرفان “معوقات إعادة إعمار البلاد والتنسيق حول عملية عودة اللاجئين السوريين”، حسب وزارة الخارجية الروسية.
أقرب إلى إيران أم روسيا؟
وكثرت التحليلات في الأيام الماضية عن السياسة الخاصة بفيصل المقداد، وعما إذا كانت أقرب إلى طهران أكثر من موسكو.
وللمقداد تصريحات كثيرة أشاد بها بالتدخل الإيراني في سورية، منذ مطلع أحداث الثورة السورية، بينما دافع عن وجود الميليشيات الإيرانية، وقال إنها دخلت إلى سورية بطلب من “الحكومة الشرعية”.
في حين وعلى الطرف المقابل لم يكن المقداد متصدراً في الاجتماعات التي عقدها الروس ومسؤولي نظام الأسد، على مدار السنوات الماضية، والتي كان يتصدرها بشكل كبير وزير الخارجية السابق، وليد المعلم.
وكان المقداد تسلم منصب وزير خارجية النظام ، في 22 الشهر الماضي، بعد أيام من وفاة الوزير السابق وليد المعلم.
وفيصل المقداد، من مواليد 1954، ينحدر من قرية غصم التابعة لمحافظة درعا، وحائز على إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق عام 1978، كما حاز على الدكتوراه في الاختصاص ذاته من جامعة شارل الرابع في مدينة براغ عام 1993.
وانضم إلى السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية في حكومة الأسد سنة 1994، وانتقل إلى الوفد الدائم لدى الأمم المتحدة في عام 1995.
وفي عام 2003 عين المقداد سفيراً للنظام ومندوباً دائماً في الأمم المتحدة، قبل أن يتسلم منصب نائب وزير الخارجية عام 2006.