“لولانا لكان أمن الأردن مهدداً”.. إيران ترد على تصريحات عبد الله الثاني
علّقت طهران، اليوم الاثنين، على تصريحات الملك الأردني، عبدالله الثاني، الأخيرة، بشأن العلاقات مع إيران، والمشاكل التي تعانيها بلاده مع الحدود السورية، جراء ميليشيات مدعومة من قبلها، مسؤولة عن تهريب المخدرات.
ونقلت وكالة “عمون” الأردنية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أن “أمن دول المنطقة من أمننا، ونرفض الاتهامات بخصوص تدخل طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة”.
وتابع: “إيران تواصل دورها الإيجابي لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، ونرحب بالتصريحات الإيجابية لخطوات بناءة في المنطقة”.
إلا أنه استدرك قائلاً: “نعتقد أن التصريحات بشأن الملفات الخلافية عبر المنصات الإعلامية أمر غير بناء، وندعو للحوار لحل الخلافات”.
وزعم المتحدث الإيراني في سياق متصل، بلعب بلاده “دوراً إيجابياً بخصوص الأردن، ولولا دورنا في مكافحة الإرهاب بالعراق وسورية، لكان أمن الأردن مهدداً أيضاً”، حسب قوله.
تغير “سلوك”..
وكان الملك الأردني، قد جدد اتهامه لإيران بشن ميليشياتها هجمات بصورة منتظمة على الحدود مع سورية.
وأشار الملك الأردني، في مقابلة مع صحيفة “الرأي” الأردنية، أمس الأحد، إلى أن “التدخلات الإيرانية تطال دولاً عربية، ونحن اليوم نواجه هجمات على حدودنا بصورة منتظمة من مليشيات لها علاقة بإيران”.
وأضاف أن الأردن والدول العربية، تريد علاقات طيبة مع طهران مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.
وأعرب العاهل الأردني، عن أمله في تغير إيران سلوكها على أرض الواقع، معتبراً ذلك مصلحة للجميع في المنطقة، بما في ذلك إيران وشعبها.
إيران.. وتهريب المخدرات
وصدرت تصريحات من قبل مسؤولين أردنيين، خلال الأسابيع الماضية، حول علاقة عمان بطهران، واتهامها بالمسؤولية عن تهريب المخدرات على الحدود مع سورية.
وقال الملك الأردني، في 24 من يونيو/ حزيران الماضي، إن “الميليشيات الشيعية في سورية زادت عمليات تهريب السلاح والمخدرات”، تزامناً مع “تراجع دور روسيا في سورية” بسبب أزمة أوكرانيا.
وقبل ذلك، كان قد حذّر من “تصعيد المشاكل” على حدود بلاده مع سورية، بسبب زيادة النفوذ الإيراني وتراجع الوجود الروسي.
إلا أنه عقب ذلك صدرت تصريحات من قبل مسؤولين أردنيين أظهرت انخفاضاً في حدة الخطاب ضد الأسد وإيران.
وشدد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي في مقابلة مع تلفزيون “الشرق”، على “وجود حالة غير صحية على الحدود مع سورية، وعمليات تهريب ممنهجة للمخدرات، ولذلك هنالك حاجة إلى مقاربات تثبّت الأمن والاستقرار في الجنوب السوري”.
وأضاف أن “القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية مستمرة في القيام بواجبها لحماية مصالح وحماية الحدود”، في حين أن الحكومة تتواصل مع الجميع من أجل حل أي إشكاليات.
رغبة بعلاقات “صحية”
وفي ذات السياق تطرق الصفدي إلى علاقة بلاده مع إيران، وقال إن “الأردن وكل الدول العربية تؤكد أنها تريد علاقات صحية مع إيران، قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام مبادئ حسن الجوار والتأكيد على أن الحوار هو السبيل الأفضل لمعالجة أي توترات موجودة”.
وأشار الصفدي إلى أن “الأزمة السورية كارثة يجب أن تنتهي. موقفنا الدائم هو ضرورة التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة وفق قرار مجلس الأمن 2254 وبما يحمي وحدة سورية وتماسكها، ويهيئ أيضاً الظروف التي تسمح بالعودة الطبيعية للاجئين السوريين”.
وأضاف: “وقف الأزمة السورية وإنهاء هذه المعاناة هو أيضاً هدف سياسي وأولوية بالنسبة لنا في الأردن، ونعمل مع أشقائنا ومع شركائنا في المجتمع الدولي من أجل الوصول إلى هذا الحل”.