استقطب الملف السوري اهتمام زعماء العالم في خطاباتهم التي ألقوها خلال اليوم الأول من اجتماعات الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، والتي بدأت أمس الثلاثاء في مدينة نيويورك الأمريكية، بدورتها الـ78.
وكانت مسألة اللجوء السوري المحور الأساسي في تلك الخطابات، إلى الجانب الحل السياسي وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 في سورية.
وانحصر الحديث عن سورية بين أربعة رؤساء، هم الرئيس التركي والعاهل الأردني وأمير قطر والرئيس البولندي، إلى جانب انعطافة صغيرة بخطاب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للوضع في سورية.
أردوغان وعودة المليون
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال في كلمته الافتتاحية إن المأساة الإنسانية في ذلك البلد تمر الآن بعامها الثالث عشر، وتؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية للجميع في المنطقة، بغض النظر عن أصلهم أو عقيدتهم.
وأضاف أنه “من المهم بشكل متزايد إنهاء الأزمة من خلال حل شامل ومستدام”.
واعتبر أردوغان أن الآثار المدمرة لزلزال 6 شباط، الذي أثر على 14 مليون شخص في بلاده، كانت محسوسة بعمق في سورية، وفق تعبيره.
وحول اللاجئين السوريين، قال الرئيس التركي إن بلاده ستواصل تشجيعها عودة اللاجئين إلى المناطق التي تبنيها بلاده بدعم قطري في الشمال السوري.
وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة، أضاف أردوغان أن 600 ألف سوري عادوا لوطنهم “بشكل طوعي”.
مردفاً أن “مليون سوري سيضاف لهذا الرقم بعد إتمام بناء المساكن الدائمة شمال سورية”.
وتطرق الرئيس التركي إلى الدعم الأمريكي لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، موجهاً انتقادات مبطنة لواشنطن بهذا الخصوص.
وقال: “إن أكبر تهديد لسلامة أراضي سورية ووحدتها السياسية هو الدعم المقدم للمنظمات الإرهابية التي تسترشد بالقوى التي لديها مخططات على هذا البلد”.
“لا قدرة على استقبال المزيد”
من جانبه، دعا العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى إيجاد حل سياسي للملف السوري، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وتحدث خلال كلمته الافتتاحية عن أزمة اللجوء السوري في الأردن، معتبراً أن “مستقبل اللاجئين السوريين في بلدهم وليس في البلدان المستضيفة”.
وأضاف: “الحقيقة هي أن اللاجئين بعيدون كل البعد عن العودة، بل على العكس من المرجح أن يغادر المزيد من السوريين بلادهم مع استمرار الأزمة”.
لافتاً إلى أنه “لن يكون لدى الأردن القدرة ولا الموارد لاستضافة المزيد منهم ورعايتهم”.
وبحسب العاهل الأردني فإن ما يقرب من نصف السوريين الذين تستضيفهم بلاده، والذين يبلغ عددهم 1.4 مليون سوري، هم تحت سن 18 عاماً.
مضيفاً أنه “بالنسبة للعديد من هؤلاء الشباب، يعتبر الأردن المكان الوحيد الذي عرفوه على الإطلاق. وقد ولد أكثر من 230 ألف طفل سوري في الأردن منذ عام 2011”.
وقال: “إننا نتقاسم الموارد الثمينة لمساعدتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية من غذاء وطاقة ومياه، خاصة أن الأردن يعتبر من بين أفقر دول العالم بالمياه”.
“السلام أبعد من أي وقت مضى”
أما أمير دولة قطر، تميم بن حمد، قال خلال اجتماع الجمعية العامة إنه لا يجوز التسليم بالظلم الواقع على الشعب السوري كأنه قدر.
ودعا إلى تسوية شاملة للملف السوري، من خلال عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن.
وذلك “بما يحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سورية وسيادتها واستقلالها”.
لكن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال إن السلام في سورية أصبح “أبعد من أي وقت مضى”.
معتبراً في كملته الافتتاحية أن سورية أصبحت “ركاماً”.
في حين قال الرئيس البولندي، أندريه دودا، بخصوص الملف السوري، إنه نظراً لأزمة اللاجئين الناجمة عن الحرب في سورية، فإن مساعدات بولندا للعراق ولبنان وفلسطين والأردن ستستمر.
وقال “لذلك، دعمت بولندا عام 2022 أنشطة برنامج الأغذية العالمي في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، بما في ذلك لبنان وأفغانستان وطاجيكستان وسورية”.
يشار إلى أن العديد من زعماء العالم يشاركون بأعمال الدورة 78 للجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
ومن بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير دولة قطر تميم بن حمد، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.