مخاوف من مأساة جديدة.. أمطار غزيرة تُغرق مخيمات النازحين في إدلب
غمرت مياه الأمطار، اليوم الخميس، مخيمات النازحين في مناطق شمال غربي سورية، ما دفع مئات العائلات إلى إخلاء خيامهم، نتيجة السيول الناجمة عن الأمطار.
ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً، تُظهر حجم المعاناة في مخيمات عدة تابعة لمحافظة إدلب، ومن بينها مخيمات “ضياء” و”الفقيع” و”الساروت” و”الشام”، الواقعة بالقرب من الحدود السورية- التركية، ما أدى إلى نزوح مئات العائلات عن تلك المخيمات، حسبما ذكرت وكالة “الأناضول”.
فيما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن ما لا يقل عن 125 عائلة في مخيم “شام 2″، أصبحت تعيش “واقعاً مأساوياً” بسبب السيول، وسط عجز في الوصول إليهم من قبل المنظمات الإغاثية، بسبب انقطاع الطرقات وغرق المخيمات.
وأضاف المرصد أنه منذ صباح الخميس، بدأت الأمطار في الهطول مسببة سيولاً في المخيمات العشوائية، على وجه الخصوص، على اعتبار أنها بُنيت على أراضٍ غير صالحة للسكن، في ظل حركات النزوح الكبيرة التي سببتها الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب.
وتزداد المخاوف والتحذيرات الإنسانية الدولية في كل عام يقبل فيه فصل الشتاء، بالوقع المأساوي ذاته، على سكان مخيمات الشمال السوري، إلا أن تلك التحذيرات تعجز عن احتواء أزمةٍ باتت لزاماً على النازحين في الجزء الشمالي من سورية، مع دخول الحرب عامها التاسع، في ظل ضعف التمويل الدولي المخصص للملف السوري.
وقال مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، في حديث سابق لـ “السورية نت”، إن الاستجابة لأزمات الشتاء لا تزال ضعيفة، ولا تتناسب مع الحاجة الفعلية للنازحين في المخيمات، رغم استعداد المنظمات لذلك.
واعتبر حلاج أن المشكلة الأساسية لأزمات الشتاء هو وجود مخيمات عشوائية على أراضٍ غير قابلة للسكن والإقامة عليها، مشيراً إلى أنه في حال هطول الأمطار وتشكّل السيول والعواصف تنقطع الطرقات المؤدية إلى المخيمات العشوائية، ويصبح من الصعب إيصال المساعدات للمحتاجين إليها.
وارتفعت نبرة التحذيرات هذا العام، مع ارتفاع أعداد النازحين في مخيمات الشمال السوري، نتيجة الحملة العسكرية الأخيرة على ريف إدلب الجنوبي، والتي أدت إلى نزوح ما يزيد على 960 ألف نسمة، منذ فبراير/ شباط الماضي، بحسب “منسقو الاستجابة”، معظمهم اتجهوا نحو المخيمات الحدودية مع تركيا، أو أنشأوا مخيمات عشوائية على أراض غير مؤهلة لاستقبال الأمطار والسيول.