مسؤول ومصدر يشرحان لـ”السورية.نت” تفاصيل اتفاق صوامع “شركراك”
توصلت روسيا وتركيا في الساعات الماضية إلى اتفاق يقضي بتوزيع كميات الحبوب الموجودة في صوامع “شركراك”، والواقعة شمال الطريق الدولي “m4” في شمال شرق سورية.
وحتى الآن لم يعرض الطرفان تفاصيل الاتفاق كاملاً، واقتصر الحديث فقط عن إعلان بدء عملية التوزيع، وذلك حسب ما ذكرت وزارة الدفاع التركية عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل “تويتر”.
وقال مصدر إعلامي مطلع من مدينة تل أبيض في ريف الرقة، اليوم الجمعة، إن الاتفاق يقضي بتوزيع كميات الحبوب من قمح وشعير على ثلاث جهات، هي “مناطق الإدارة الذاتية”، “مناطق سيطرة النظام السوري”، “مناطق سيطرة الجيش الوطني”.
وأضاف المصدر لـ”السورية.نت”: “الصوامع تحوي قرابة 35 ألف طن من الحبوب، وحتى الآن تم تفريغ قرابة 400 طن، موزعة على ثماني شاحنات”.
ويأتي ما سبق بعد أيام من ختام محادثات “أستانة 15″، والتي عقدت في مدينة سوتشي الروسية، بحضور وفدي النظام السوري والمعارضة، و”الدول الضامنة” (تركيا، إيران، روسيا).
وأوضح المصدر الإعلامي: “الشاحنات الثمانية دخلت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الساعات الماضية، دون معرفة الجهة التي ستكون عليها”.
في منطقة “فاصلة”
وكانت فصائل “الجيش الوطني” بدعم تركي قد سيطرت على صوامع “شركراك” كاملةً، في إطار عملية “نبع السلام”، التي أطلقها الجيش التركي أواخر عام 2019.
لكنها انسحبت في وقت لاحق من العام الماضي، لتبقى الصوامع في منطقة “فاصلة” ما بين سيطرة “الجيش الوطني” وقوات الأسد.
وهناك نقطة عسكرية للجيش التركي محاذية للصوامع، والتي سبق وأن دخلتها قوات الأسد برفقة الشرطة الروسية، وذلك في أثناء اجتماعات الأخيرة مع مسؤولين من الجيش التركي، لتنسيق تسيير الدوريات المشتركة.
“الإدارة الذاتية”: ننتظر كمياتنا
في سياق ما سبق قال سلمان بارودو الرئيس المشترك لـ”هيئة الاقتصاد والزراعة” في “الإدارة الذاتية” إنهم ينتظرون استلام الكميات المخصصة لهم من صوامع الحبوب، مؤكداً: “لم يصلنا شيء بشكل عملي حتى الآن”.
وأضاف بارودو في تصريحات لـ”السورية.نت”: “الصوامع تضم 30 ألف طن من الحبوب، ومعظمها من مادة الشعير. التوزيع سيكون قسم لنا وآخر للروس والنظام السوري وقسم ثالث لمناطق الجيش الوطني”.
وفي الأشهر الماضية كان هناك عدة محاولات لاستلام “الإدارة الذاتية” كميات من الحبوب من الصوامع، لكنها فشلت، حسب قول بارودو.
“الجيش الوطني” ينفي
من جانبه نفى “الجيش الوطني” الأخبار المتعلقة بتقديمه شاحنات من القمح للنظام السوري، من صوامع “شركراك”.
وقال في بيان له اليوم الجمعة: “إنّنا إذ ننفي أن تكون الصوامع تحت سيطرتنا الكاملة أصلاً، إذ هي في منطقة خالية السيطرة بين الجانبَين، فإنّنا نؤكّد أيضاً أنّه حتى الآن لم يُحسَم مصيرها حسماً نهائياً”.
وأضاف “الجيش الوطني”: “ما جرى تحميله من أربع شاحنات قمح منها البارحة فإنّه ذهب إلى تل أبيض وليس إلى مناطق النظام. نؤكّد أنّ ما يقع تحت سيطرتنا الكاملة لا يمكن أن نسمح بذهاب شيء منه للنظام المجرم”.
في المقابل كانت وسائل إعلام روسية قد ذكرت اليوم أن مجموعة القوات الروسية في محافظة الحسكة رعت اتفاقاً بين “الحكومة السورية” وتركيا، لنقل جزء من احتياطي الحبوب من صوامع “شركراك” إلى مناطق سيطرة النظام في محافظة حلب.
ولم يعلق النظام السوري بشكل رسمي على الاتفاق، بينما لم يصدر أي توضيحات من روسيا والتي تعتبر أحد الأطراف المبرمة له.
وسبق وأن توصل الجانبان التركي والروسي في كانون الأول/ ديسمبر 2019 إلى اتفاق يقضي بإيصال شبكة الكهرباء إلى مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، من سد تشرين، والذي يخضع لسيطرة قوات الأسد.
وكان الجيش التركي و”الجيش الوطني” قد سيطرا على مدينتي رأس العين وتل أبيض، والقرى الواقعة بينهما، بموجب عملية “نبع السلام”، والتي أطلقت ضد “قوات سوريا الديمقراطية”.