مسابقة “كمال أجسام” لمصابي الحرب غربي حلب (صور)
تجمّع حوالي 15 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، غالبيتهم نتيجة إصابات حربية، في نادٍ رياضي في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، الجمعة 17 سبتمبر/أيلول الجاري، لخوض مسابقة “كمال أجسام” خاصة بهم، ضمن خطة تطوعية لدعم الفئات المهمّشة في المجتمع، وفقاً للقائمين على الفعالية.
ويميز الحدث، أنّ مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة المتطوعين في الشأن الإنساني، نظّموا المسابقة في محاولةٍ لإحياء حضور مصابي الحرب والتخفيف عنهم، بممارسة رياضات وهوايات يفضلونها وكانت محطّ اهتمامهم قبل أن يتعرضوا للإصابات.
الترويح عن النفس
ياسر الأحمد من منطقة ريف حلب الغربي، أحد المشاركين في المسابقة، يعاني من بتر في الطرفين نتيجة قصف جوي، يقول لـ”السورية.نت” إنّه أراد من خلال مشاركته في المسابقة، إثبات وجوده في المجتمع وممارسة هواية مفضّلة لديه.
وخاض ياسر غمار المنافسة مع عدد من أصدقائه، إذ تمكن من رفع أوزان تدرّب عليها خلال الفترة الماضية، واعتبر أنّ “المسابقة لفتة مميزة جداً من القائمين عليها، وكان مستمتعاً جداً في المشاركة”.
أما محمد لطوف، فقد أدى قصف جوي على مدينة الأتارب بريف حلب الغربي إلى إصابته بشلل نصفي.
يقول لطوف لـ”السورية.نت”، إنه استطاع في “أول محاولة رفع 40 كيلو غراماً، والثانية 60 كيلو، وأتطلع أن أرفع أكثر من ذلك حتى أحصل على لقب البطولة”.
ويشير في حديثه إلى أنّ “المسابقة كانت ضرورية، لأن كثيراً ممن تعرض لإصابات حربية دخل في أزمة نفسية وعزلة عن المجتمع(..)المسابقة تحاول أن تكسر هذا الحاجز وتعيد الأمل لنا”.
طه ديب من بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي، يعاني من إصابة في المفصل نتيجة قصف قوات الأسد، يقول:”مشاركتي في المسابقة كانت للترويح عن النفس في الدرجة الأولى”.
ويأمل أن تتطور هذه المسابقات إلى رعاية حقيقية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، على اعتبار أنّ أعداداً كبيرة تعاني من مشكلات جسدية نتيجة إصابات الحرب.
ويتدرب المشاركون بشكل متقطع على رياضة “كمال الأجسام” في نواد رياضية خاصة منتشرة في القرى والبلدات، ويحاولون تخفيف وقع الإصابة عليهم من خلال ممارسة الرياضة.
وتدرّجت أوزان المسابقة التي بدأت من 10 كيلو غراماً، بحسب قدرة المتدرب وطبيعة إصابته، ووصلت أوزان بعض المشاركين إلى 70 كيلو.
الدمج في المجتمع
رامي الأحمد، رئيس فريق “سنابل الأمل” المنظم للمسابقة، يقول في حديثٍ لـ”السورية.نت” إن “المسابقة هي جزء من مشروع يعمل عليه الفريق يهدف إلى دمج الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة والمهمّشين في المجتمع مع فئات المجتمع الأخرى”.
ويضيف أنّ “80 في المئة من الفريق من مصابي الحرب ويعانون من إعاقة، ويهدفون من خلال البطولة إلى دعم ذوي الاحتياجات الخاصة والمساعدة في دمجهم في المجتمع والمشاركة المجتمعية، وتسليط الضوء على معاناتهم ولفت الأنظار إليها، من باب “لا يؤلم الجرح إلا من به ألم”، وعلى اعتبار أنّهم “الأدرى بمعاناة ذوي الإعاقة”.
وكانت إحصاءات لـ”الأمم المتحدة” سنة 2018، أوضحت أنّ في سورية نحو مليون ونصف المليون يعانون من إعاقة دائمة، من أصل ثلاثة ملايين شخص أصيبوا منذ عام 2011.