“رغم التطبيع”.. “كبتاغون الأسد” يواصل شق طريقه إلى الأردن
أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي أن محاولات تهريب المخدرات وحبوب “الكبتاغون” من الحدود السورية ما تزال “مستمرة ومتكررة”.
وقال الصفدي ضمن مداخلة في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمواجهة تهديد المخدرات الصناعية، يوم الجمعة، إن بلاده صادرت أكثر من 65 مليون حبة “كبتاغون” خلال العامين الماضيين.
وأضاف أن “عالمية خطر المخدرات الصناعية والموارد الهائلة المتوفرة لمصنعيه ومهربيه يستوجب جهداً دولياً مشتركاً لمواجهة هذا الخطر”.
كما أكد “على ضرورة التعاون في توفير تكنولوجيا حماية الحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية، ومشاركة الخبرات في التوعية ضد المخدرات وتأهيل ضحاياها”، بحسب ما نقلت وكالة “بترا“.
وكانت المملكة الأردنية قد عوّلت خلال الأشهر الماضية على الحوار الذي بدأته مع النظام السوري، من أجل الحد من عمليات التهريب.
لكن ورغم أنها أعادت علاقاتها مع الأسد، وكذلك الأمر بالنسبة للدول العربية إلا أن شحنات المخدرات لم تتوقف، بل واصلت شق طريقها إلى الأراضي الأردنية ودول الخليج.
“تعاون دولي”
وأعرب الصفدي في مداخلته عن استعداد “الأردن للتعاون في مواجهة خطر المخدرات التي لا يمكن حسمها من دون تعاون دولي حقيقي”.
وأضاف أن “بلاده تتخذ كل الخطوات اللازمة لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى أراضيه، وأنه يقوم بكل ما يلزم لحماية أمنه الوطني من هذا الخطر المتصاعد”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد عقد اجتماعاً وزارياً شارك فيه الصفدي، أمس الجمعة، للإعلان عن إنشاء “التحالف العالمي لمواجهة تهديدات المخدرات الصناعية”.
ويسعى هذا التحالف إلى توحيد جهود البلدان في جميع أنحاء العالم لمنع التصنيع غير المشروع للمخدرات الصناعية والاتجار بها، والاستجابة بفعالية لتأثيراتها على الصحة العامة.
ومن المقرر، أن ينعقد التحالف الدولي وجاهياً على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمم المتحدة المعني بالمخدرات في شهر آذار 2024.
وشهد الاجتماع الوزاري مشاركة ثلاثين وزير خارجية ووزراء ومسؤولين من أكثر من ثمانين دولة، وعددٍ من ممثلي منظمات إقليمية ودولية.
“ورقة مساومة”
وتعتبر عمليات تهريب “الكبتاغون” من بين القضايا التي يبحثها وزراء خارجية العرب مع نظام الأسد.
إلى جانب قضايا أخرى من بينها ملف اللاجئين السوريين ومسارات الحل السياسي في سورية.
وفي الوقت الحالي وبينما تواصل الدول العربية إعادة تطبيع علاقاتها مع النظام السوري تطلق تساؤلات بشأن ملف الكبتاغون، وما إذا كان النظام السوري جاداً في تقديم أي تنازلات بخصوصه.
ولا تعتبر حبوب “الكبتاغون” ورقة مساومة فحسب، بل هي صنبور يدر القطع الأجنبي على النظام السوري بالمليارات، حسب تقرير سابق نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وعلى مدى السنوات الماضية، تم ضبط عشرات الشحنات من المواد المخدرة القادمة من سورية وخاصة حبوب “الكبتاغون”، في العديد من الدول خاصة المجاورة لسورية والخليجية.
كما صدرت العديد من التحقيقات التي تؤكد بأن نظام الأسد حقق من تجارة المخدرات أرباحاً بمليارات الدولارات.
وحسب تقديرات الحكومة الخارجية البريطانية، فإن 80% من إنتاج الكبتاغون عالمياً يأتي من نظام الأسد، ويشرف ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار، شخصياً على التجارة.
وصدرت تحقيقات ودراسات أخرى، حول تحول تجارة المخدرات إلى مصدر اقتصادي أساسي لتمويل نظام الأسد.