أعلن “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) عن زيارة له إلى العاصمة الروسية موسكو، من أجل توقيع مذكرة تفاهم مع “حزب الإرادة الشعبية”، الذي يقوده “قدري جميل” رئيس منصة موسكو، المحسوبة على المعارضة السورية.
وذكرت وكالة “ANHA” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” شمال شرق سورية، اليوم الأحد، أن وفد من “مسد” وصل إلى موسكو بتاريخ 27 آب الحالي، بدعوة رسمية من وزارة الخارجية الروسية.
ونقلت الوكالة عن عضو وفد “مسد” إلى روسيا، سيهانوك ديبو قوله: “سيتم التوقيع على مذكرة تفاهم مع حزب الإرادة الشعبية، كما سنلتقي وفداً من الخارجية الروسية”.
ويضم الوفد كل من رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مسد”، إلهام أحمد ونائبها حكمت الحبيب، ورئيس “الاتحاد السرياني”، سنحريب برصوم وممثل “مسد” في مصر، سيهانوك ديبو.
وأضاف ديبو أن نص المذكرة التي ستنشر لاحقاً “تصلح كي تكون خارطة طريق، أو نص لمبادئ أساسية لعقد اجتماعي سوري جديد، يقطع الطريق أمام أي محاولة تنال من سورية”.
واعتبر أنه يمكن اعتبار مذكرة التفاهم بأنها “أفضل ما وقع إلى اللحظة، كما يمكن القول بأنها نقطة انعطاف حقيقية”.
ولم تعلن موسكو بشكل رسمي عن الزيارة حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
ويعتبر ما سبق خطوة لافتة من جانب “مسد”، وتتزامن مع انتهاء الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف.
كما تأتي الزيارة في الوقت الذي تشهد فيه مناطق شمال شرق سورية توتراً ما بين القوات الأمريكية والقوات الروسية، على خلفية حادثة احتكاك بين عربات عسكرية لكلا الطرفين، في منطقة قريبة من القامشلي.
وحسب ما ذكر موقع “روسيا اليوم”، فإن برنامج وفد “مسد” يتضمن عدة لقاءات في موسكو، ومنها لقاء مع المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية.
من جانبه أكد أمين مجلس “حزب الإرادة الشعبية”، قدري جميل أنه سيجتمع بالوفد الكردي في موسكو، لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل الوثيقة التي سيتم توقيعها مع الوفد.
وقال قدري جميل إنه سيعقد الاثنين المقبل مؤتمراً صحفياً بهذا الخصوص في العاصمة الروسية.
من هو قدري جميل؟
يرأس جميل “الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير”، التي تأسست من حزبه “الإرادة الشعبية” المُشكّل عام 2002 وأحزاب أخرى.
ينحدر جميل من دمشق، التي ولد فيها عام 1952، وحصل على الدكتوراه من جامعة موسكو.
وعلى مدار السنوات الماضية دعا جميل بشكل متكرر إلى تغيير شامل تحت إدارة بشار الأسد، بعدما شغل في وقت سابق منصب وزير التجارة الداخلية، وأقيل من منصبه خلال زيارة “دبلوماسية” إلى موسكو، بعد اجتماعه بمسؤولين أمريكيين وروس، ليخرج بعدها بتصريحات تبنى فيها موقفاً معارضاً للنظام الروسي.
بعد خروجه من سورية، في عام 2013، حضر جميل مفاوضات بين نظام الأسد والمعارضة في موسكو عدة مرات.
ويتبنى حالياً مطالب موسكو التي تؤيد نظام الأسد، ويقول إنه منصته “تعمل لاستعادة سورية كاملة وظيفة ودولة وسيادة”.
وسبق وأن أطلق جميل تصريحاً، في آذار/ مارس 2017، واعتبر فيه أنه “لولا تدخل روسيا لكانت دمشق ستسقط خلال أيام”.
وقال خلال مقابلة مع شبكة “روداو” التلفزيونية، آنذاك، إن دمشق كانت سقطت بيد “جبهة النصرة وداعش”.