146 ألف مستفيد..تزويد 17 محطة مياه في الباب بالدعم التشغيلي
بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، بدأ منذ أسابيع تنفيذ مشروع لدعم محطات مياه منطقة الباب، وتزويدها بالدعم التشغيلي اللازم لاستمرار عملها، في ظل أزمات عدة مرت بها المنطقة، خاصة الصيف الماضي وما رافقه من موجات حر وجفاف.
المشروع الذي تشرف منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” على تنفيذه، بدأ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، على أن ينتهي تنفيذه أواخر الشهر الجاري، في محطات المياه الموجودة في مدن الراعي وقباسين وصندي وسوسيان بريف حلب.
دعم مؤقت بانتظار الطاقة الشمسية
منسق قطاع الورش في منظمة “إحسان”، محمد بيبرس، يوضح في حديثٍ لـ”السورية نت”، أن المشروع يعمل على تقديم الدعم التشغيلي لمحطات المياه المسؤولة عن تغذية مدينة الباب وبزاعة وقباسين وصندي، بالمياه الصالحة للاستخدام.
ويبلغ عدد المحطات المدعومة 17 محطة، تحوي على 20 بئراً، بحيث يتم تزويدها بالدعم التشغيلي اللازم من وقود وزيت وكلور وفلاتر لمجموعات التوليد وفواتير الكهرباء وغيرها.
وبحسب المهندس محمد بيبرس، فإن الهدف الرئيسي من المشروع، هو تقديم الدعم التشغيلي لمحطات المياه ريثما يتم تفعيل “نظام الجباية”، والانتهاء من تركيب منظومات الطاقة الشمسية في محطات المياه من قبل “الحكومة السورية المؤقتة” بدعم من صندوق الائتمان، والذي سيؤدي بدوره إلى تخفيض الكلفة التشغيلية وتخفيض قيمة الجباية.
ويصل إجمالي عدد المستفيدين من المشروع إلى أكثر من 146 ألف شخص، يقطنون في مدينة الباب وما حولها، بينهم أكثر من 30 ألف امرأة وما يزيد عن 85 ألف طفل وطفلة، بينهم نازحون إلى المنطقة.
ولفت بيبرس إلى أنه يجري العمل حالياً على إعداد مشروع جديد بالشراكة مع “يونيسف”، يهدف لضم بئرين إضافيين في منطقة الراعي، ومواصلة التشغيل لثلاثة أشهر إضافية.
مياه الباب..إشكاليات تنتظر الحلول
وشهدت مدينة الباب خلال الصيف الماضي، أزمة مياه حادة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ما أدى لجفاف عددٍ من الآبار المجاورة، وبالتالي نقص التغذية الواردة لأحياء ومنازل المنطقة، وسط تهديدات لأكثر من 320 ألف نسمة.
وتمثلت الأزمة بخروج 4 آبار عن الخدمة بشكل كلي، فيما انخفضت إنتاجية 8 آبار إلى النصف تقريباً، وبالتالي أصبح الخزان الذي يزود المدينة بالمياه يحتاج 36 ساعة كي يمتلئ، ما دفع بعض السكان إلى شراء المياه من الصهاريج وهو ما يرهق قدراتهم المادية المحدودة أساساً.
كما سادت مخاوف حينها من كوارث صحية، منها انتشار مرض اللشمانيا أو الجدري أو غيرها، نتيجة بيع مياه ملوثة غير صالحة للاستخدام.
أزمة نقص المياه تهدد نحو 300 ألف نسمة في مدينة الباب ومحيطها
وكان المجلس المحلي في مدينة الباب، افتتح بالتعاون مع منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” أحد برامج “المنتدى السوري”، مشروعاً لضخ المياه إلى المدينة، حيث تم الإعلان عنه عام 2019، ورأى النور في صيف عام 2020.
مدير دائرة المياه في الباب، مصطفى الأخرس، أوضح في حديث سابق لـ “السورية نت”، أن هذا المشروع هو مشروع “طوارئ إسعافي” لا ينفي الحاجة لوجود حل دائم لأزمة المياه في الباب.
يُشار إلى أن مدينة الباب والقرى المحيطة بها تعاني من أزمة مياه، منذ سنوات، إذ كانت المنطقة قبل ذلك تتغذى من محطة عين البيضاء الخاضعة حالياً لسيطرة نظام الأسد.
وتؤكد السلطات القائمة في المنطقة، أن خط المياه الواصل بين محطة مياه عين البيضاء وخزان مياه جبل عقيل في مدينة الباب، في حالة فنية جيدة وجاهز للعمل، إلا أن نظام الأسد قام بقطع الإمداد عن المنطقة، ما دفع الأهالي للاعتماد على مياه الصهاريج بشكل رئيسي.