منذ إحكام سيطرتها الإدارية والعسكرية على محافظة إدلب اتبعت “هيئة تحرير الشام” سياسة اقتصادية خاصة، في إطار البحث عن الموارد التي تضمن لها البقاء على الأرض، إذ اعتمدت بشكل أساسي على فتح معابر داخلية مع مناطق سيطرة نظام الأسد، حققت لها على مدار السنوات الثلاث الماضية ما تريد، لكنها خسرتها مؤخراً، على خلفية العمليات العسكرية لقوات الأسد وروسيا.
وإلى جانب المعابر الداخلية، يعتبر معبر “باب الهوى” البوابة الأبرز التي تغذي “تحرير الشام” بالموارد المالية، ولاسيما أنها سيطرت عليه بعد عملية عسكرية أطلقتها ضد “حركة أحرار الشام الإسلامية”، في عام 2017.
في الوقت الحالي لا تمسك “تحرير الشام” بأية معابر داخلية مع مناطق نظام الأسد، الأمر الذي دفعها في الساعات الماضية إلى الإعلان عن فتح معبر يصل سراقب بسرمين، وهي خطوة لاقت رفضاً شعبياً، خاصةً أنها تزامنت مع مخاوف انتشار فيروس “كورونا”.
ودفع الضغط الشعبي “تحرير الشام” على التراجع عن قرار فتح المعبر، والذي أرجأته إلى موعد غير محدد، يرتبط بالانتهاء من أزمة “كورونا”.
وفيما يلي أبرز المعابر الداخلية التي خسرتها “تحرير الشام” مؤخراً في إدلب
معبر مورك
يقع في مدينة مورك في الريف الشمالي لحماة، وكان يعتبر وصلة أساسية لدخول البضائع من مناطق سيطرة نظام الأسد إلى محافظة إدلب وريف حماة.
فتحته “هيئة تحرير الشام” مع مناطق نظام الأسد، في تشرين الثاني 2017، بعد سيطرتها على قرية أبو دالي، شرقي حماة.
تبدلت السيطرة على المعبر بعد أربعة أشهر من افتتاحه، لتحكم “جبهة تحرير سوريا” (المسمى السابق للجبهة الوطنية للتحرير) السيطرة عليه، في شباط 2018، ومن ثم أعادته “تحرير الشام” بعد مواجهات عسكرية شهدتها المنطقة.
كانت “تحرير الشام” تدخل مادة الغاز والمحروقات بالإضافة إلى المواد التموينية عبر معبر مورك، واستمرت بذلك حتى مطلع عام 2019، ليغلق بشكل نهائي، ويتبع الأمر عمليات عسكرية لقوات الأسد سيطرت من خلالها على مورك وخان شيخون وكامل الريف الشمالي لحماة.
معبر العيس
يقع في الريف الجنوبي لحلب، بين منطقة العيس ومنطقة الحاضر.
فتحته “تحرير الشام” بعد خسارتها لمناطق واسعة من ريف حلب الجنوبي، وكان يعتبر منفذاً هاماً بالنسبة لـ”تحرير الشام” و”حكومة الإنقاذ”، والتي تسلمت إدارته مؤخراً.
كان يدخل عبر المعبر في الأشهر الماضية المواد التموينية والبضائع على الجهتين (مناطق المعارضة، نظام الأسد)، وشهد على عدة فترات عمليات تبادل لأسرى لدى “تحرير الشام” مقابل معتقلين في سجون نظام الأسد.
أغلق المعبر بشكل نهائي، في الأشهر الماضية، بعد العمليات العسكرية لقوات الأسد وروسيا في المنطقة، من أجل السيطرة على أوتوستراد دمشق- حلب، وبالتالي السيطرة الكاملة على منطقة العيس.
معبر قلعة المضيق
يقع في منطقة قلعة المضيق في الريف الغربي لحماة، وارتبط اسمه مؤخراً بعمليات التهجير التي اتبعها نظام الأسد في مناطق الغوطة وريف حمص ودرعا، إذ كان المهجرون يمرون عبره كمحطة أولى للدخول إلى مناطق المعارضة، بعد تهجيرهم.
فُتح معبر قلعة المضيق من قبل “حركة أحرار الشام الإسلامية”، قبل عام 2016، لكن “تحرير الشام” سيطرت عليه مؤخراً بعد العمليات العسكرية التي أطلقتها في منطقة الغاب وفي مناطق ريف إدلب الغربي.
يعتبر المعبر من أبرز الوصلات الداخلية التي اعتمدت عليها “تحرير الشام” كمورد مالي لها، لكنها خسرته بعد تقدم قوات الأسد الأخير في ريف حماة الغربي، وفي منطقة جبل شحشبو.