حذرت منظمات مجتمع مدني في السويداء جنوبي سورية من “تهديد خطير” تتعرض له المحافظة في الوقت الحالي، بعد أحداث الفوضى الأخيرة التي شهدتها في اليومين الماضيين.
ونشرت المنظمات بياناً عبر “فيس بوك“، اليوم الجمعة قالت فيه: “التهديد يضع المرجعيات الدينية والقوى الفاعلة أمام مسؤولياتها في تجاوز خلافاتها ويستوجب توحيد الجهود والمواقف فيما بينها”.
ودعت المنظمات، من بينها “بيتي أنا بيتك” إلى حماية المجتمع و”الحفاظ على السلم الأهلي، ومنع انجرار أبناء المحافظة إلى حالة احتراب”.
ويأتي ذلك بعد أحداث الفوضى التي شهدتها مدينة السويداء وريفها في الأيام الماضية، حيث دارت مواجهات بيت تشكيلات محلية، وأسفرت عن مقتل شاب وإصابة آخرين.
ودارت الاشتباكات بين عدة أطراف، ووصلت مؤخراً إلى حد الصدام بين تشكيل “حركة رجال الكرامة” ومجموعات تتلقى دعماً من فرع “الأمن العسكري” التابع لنظام الأسد.
واعتبرت المنظمات المدنية أن ما يحدث في السويداء من حالات خطف واغتيالات واشتباكات “إنما هو صراع بين أجندات محلية وإقليمية عبر وكلائهم من بعض الفصائل والميليشيات والعصابات المسلحة”.
وأضافت: “ذلك لا يعكس طبيعة المجتمع السلمية، بل هو جريمة بحق المجتمع يدفع ثمنه اهالي المحافظة من حياتهم وأمنهم وحريتهم في التنقل والعمل”.
ويتهم مواطنون من السويداء نظام الأسد وأفرعه الأمنية بافتعال الفوضى في المحافظة، لغايات أمنية قد تتضح في المرحلة المقبلة.
وفي الأيام الماضية لم يصدر أي تعليق من جانب نظام الأسد عما شهدته السويداء من فوضى أمنية.
في المقابل كان هناك دور غير مباشر لعدد من رجال الدين ووجهاء المحافظة، من أجل منع تصاعد المواجهات، والتي كادت أن تصل إلى حد “الاقتتال الداخلي وبين العائلات”.
ومنذ نحو شهرين، تتجه مظاهر الانفلات الأمني في محافظة السويداء، نحو مزيد من التصعيد.
إذ شهدت المحافظة اشتباكات وعمليات خطف بين فصائل محلية مسلحة، ومجموعات تعتبرها الفصائل المحلية موالية للنظام فشل في إحكام قبضته على المحافظة منذ سنوات.