من الأردن إلى إيران.. شفيق ديوب سفيراً للأسد لدى طهران
بعد احتكار عدنان محمود منصب سفير النظام لدى إيران مدة ثماني سنوات، تسلّم شفيق ديوب ذلك المنصب رسمياً، مغادراً كرسيه في عمّان نحو طهران، ليصبح سفيراً لنظام الأسد في أحد أبرز الدول الداعمة له.
إذ أدى شفيق ديوب اليمين القانونية، اليوم الخميس، أمام رأس النظام السوري، بشار الأسد، وتلقى التوجيهات اللازمة بحضور وزير الخارجية الجديد، فيصل المقداد، وذلك بعد شهرين على صدور قرار تعيينه سفيراً للنظام لدى إيران.
وسيط للنظام مع الأردن
قبل تعيينه سفيراً في إيران، شغل شفيق ديوب منصب القائم بأعمال السفارة السورية في العاصمة الأردنية عمّان، منذ أغسطس/ آب 2019، وكان قبلها مدير دائرة آسيا في وزارة الخارجية والمغتربين التابعة لحكومة الأسد.
خلال ذلك العام من تواجده في الأردن، استغل ديوب هدوء العلاقات الأردنية مع النظام “نسبياً”، عقب فتح معبر جابر- نصيب الحدودي بين البلدين، وعودة العلاقات الاقتصادية والتجارية تدريجياً بينهما.
إذ لعب ديوب دوراً في تنسيق زيارة الوفود البرلمانية والاقتصادي الأردنية إلى دمشق، كما استقبل في مكتبه وفوداً “شعبية” أردنية، كان آخرها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، متحدثاً أمامها عن “حرب إجرامية ظالمة” يتعرض لها نظام الأسد بسبب مواقفه “الوطنية”.
ولم يخفِ ديوب رسالة النظام للحكومة الأردنية برغبة عودة العلاقات معها، إذ قال خلال لقائه لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، في سبتمبر/ أيلول 2019، إن نظام الأسد يرغب بإعادة العلاقات مع الأردن إلى سابق عهدها عام 2011، وتطويرها في جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة.
يُشار إلى أن الأردن قطع علاقته بنظام الأسد بعد أحداث الثورة السورية عام 2011، إلا أن الحديث عن عودة العلاقات بدأ بعد فتح معبر جابر- نصيب الحدودي بين سورية والأردن، منتصف أوكتوبر/ تشرين الأول 2018، عقب إغلاقٍ دام أكثر من 3 سنوات.
وسبق أن أجرت وفود برلمانية واقتصادية أردنية زيارات متكررة إلى العاصمة دمشق، إلا أنها لم تأتِ في إطار الزيارات الرسمية، باستثناء زيارة أجراها وزير الصناعة والتجارة الأردني، طارق الحموري، إلى العاصمة السورية دمشق، في مارس/ آذار الماضي.
ترويج لعودة اللاجئين
باعتباره قائماً بأعمال السفارة السورية في عمّان، روّج شفيق ديوب لتسهيلات منحها نظام الأسد للاجئين السوريين في الأردن من أجل العودة إلى بلدهم، متحدثاً خلال مقابلة له مع قناة “رؤيا” الأردنية عن توجيهات من شخص الأسد إلى القائمين بأعمال السفارة من أجل تسهيل العودة.
وأضاف “صدرت تعليمات من الحكومة السورية بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد بتقديم كل التسهيلات اللازمة لعودة اللاجئين إلى بلدهم للمساهمة في إعادة إعمار سورية وتنميتها”.
كما تحدث عن تسوية أوضاع الذين دخلوا الأردن بطريقة “غير شرعية” في حال رغبوا بالعودة، واستخراج إخراج قيد وبيان عائلي لهم، إلى جانب تأمين تذكرة عودة للذين لا يملكون جواز سفر، شرط أن يكون معهم ورقة تثبت أنهم سوريون.
ويعيش في الأردن نحو 670 ألف لاجئ سوري مسجل لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلا أن الحكومة الأردنية تتحدث عن وجود نحو 1.4 مليون سوري على أراضيها.
ويروج نظام الأسد لأرقام كبيرة من اللاجئين العائدين من الأردن إلى سورية، بموجب مبادرة طرحتها روسيا عام 2018، إلا أن الحكومة الأردنية قالت على لسان وزير خارجيتها أيمن الصفدي، خلال مؤتمر “بروكسل 4″، إن 41 ألف سوري فقط عادوا خلال العامين الماضيين.
وتحذر الأمم المتحدة من مخاطر عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، ما عرّضها لانتقادات من قبل الدول المستضيفة لهم، خاصة في لبنان والأردن.