من جسر الأئمة إلى مأساة حفل الزفاف.. فواجع هزت الشارع العراقي
شهد العراق، خلال السنوات الماضية، عدة فواجع هزت الشارع العراقي والعربي، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، آخرها فاجعة حفل الزفاف في نينوى.
وقتل وأصيب مئات الأشخاص، ليل أمس الثلاثاء، جراء حريق في قاعة للمناسبات أثناء حفل زفاف، في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى شمالي العراق.
#العراق || #نينوى :لحظة اشتعال الديكور العلوي بسبب الشعلة النارية pic.twitter.com/m62Poz1Xrw
— خالد اسكيف (@khalediskef) September 27, 2023
وحسب بيان لدائرة الصحة في نينوى فإن الحريق أدى إلى وفاة نحو 114 شخصاً وإصابة أكثر من 150 آخرين، كحصيلة أولية.
في حين أكد الهلال الأحمر العراقي ارتفاع عدد الضحايا والمصابين إلى أكثر من 450 شخصاً جراء الحريق.
وفي تفاصيل الحادثة، قال الدفاع المدني في العراق إن المعلومات الأولية تشير إلى استخدام الألعاب النارية في قاعة الحفل، ما أدى إلى إشعال النيران داخل القاعة.
وأكد الدفاع المدني في بيان، نشرته وكالة الأنباء العراقية، أن “قاعة الأعراس مغلفة بألواح الايكوبوند سريع الاشتعال، ما أدى إلى انتشار الحريق بسرعة كبيرة”.
وأشار إلى أن الحريق أدى إلى “انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران”.
وفي بيان لوزارة الداخلية العراقية أكدت أن حادث حفل الزفاف في نينوى “ليس جنائياً” وإنما بسبب “فقدان إجراءات السلامة والأمان”.
بدوره، طالب الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد بفتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث.
وأعلنت وزارة الداخلية إصدار أوامر بالقبض على أربعة أشخاص من أصحاب قاعة الأعراس في الحمدانية.
وأعلن قائد عمليات نينوى اللواء الركن عبد الله الجبوري، توقيف 9 أشخاص بتهمة الضلوع في التسبب بالحريق.
فيما أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الحداد العام لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد.
من جانبها، عبّرت بعثة الاتحاد الأوروبي عن تضامنها مع العراق في هذه الحادثة التي وصفت بـ “الفاجعة”.
في حين قالت السفارة الأمريكية في بغداد في بيان لها “نقف إلى جانب العراقيين بحزنهم على الضحايا والمصابين في حفل زفاف الحمدانية”.
وفاجعة حفل الزفاف في نينوى ليست الأولى من نوعها، إذ هزت العراق عدة فواجع خلال العقدين الماضيين وهذه أبرزها:
حريق مشفى الناصرية
في 12 من يوليو/ تموز 2021 شهد العراق مقتل العشرات في اندلاع حريق في جناح مخصص لعزل مرضى كورونا في مشفى الناصرية بالعراق.
ولقي حينها نحو 92 شخصاً حتفهم وأصيب العشرات في الحريق الذي اندلع في مستشفى الإمام الحسين في مدينة الناصرية التابعة لمحافظة ذي قار.
وأرجعت الشرطة العراقية حينها سبب الحريق إلى وصول شرارة مصدرها أسلاك كهربائية معطوبة إلى خزانات الأكسجين.
وأدى الحريق إلى استقالة وزير الصحة العراقي حسن التميمي، كما أدى إلى اندلاع احتجاجات في العراق على خلفية الحريق.
فاجعة مستشفى ابن الخطيب
وفي 24 أبريل/نيسان 2021، نشب حريق في مستشفى ابن الخطيب في منطقة جسر ديالى بالعاصمة العراقية، المخصصة لمرضى كورونا.
وتسبب الحريق الذي جاء بسبب انفجار أسطوانة أكسجين، بمقتل 82 شخصاً وأكثر 110 مصاباً.
فاجعة الغرق الجماعي
وفي 21 من مارس/ آذار 2019، لقي أكثر من 90 شخصاً حتفهم وأصيب 40 آخرون، جراء غرق عبّارة في نهر دجلة في الموصل، ما أثار غضباً واسعاً عقب الفاجعة.
وكانت العبارة السياحية تنقل عوائل إلى جزيرة أم الربيعين السياحية وسط نهر دجلة في منطقة الغابات في الموصل.
وأشارت التحقيقات إلى أن سبب الغرق يعود إلى أن العبارة كانت تحمل عدداً من الركاب يفوق قدرتها الاستيعابية، ما أدى إلى انقلابها.
وفشلت الشرطة النهرية بإنقاذ أكبر عدد من الضحايا الذين كانوا أغلبهم من النساء والأطفال، بسبب سرعة جريان المياه وارتفاع منسوبها.
جسر الأئمة
وبالعودة إلى عام 2005، تعتبر فاجعة “جسر الأئمة” من أبرز الفواجع التي هزت العراق، إذ راح ضحيتها أكثر من ألف قتيل.
ووقع الحادث في أغسطس/ آب خلال التوجه إلى مرقد الإمام موسى الكاظم سابع الأئمة الـ 12 لدى الشيعة، لإحياء ذكرى مقتله.
وانتشرت حينها إشاعة بين الجموع المتواجدة على الجسر، حول وجود شخص يرتدي حزاماً ناسفاً يوشك على تفجيره.
وأدت الإشاعة إلى تدافع الناس على جسر الأئمة، الواقع على نهر دجلة، ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من ألف شخص بين الدهس والاختناق والغرق.