أعلن “مركز المصالحة الروسي” عن حادثة شهدتها الأجواء السورية، حين اقتربت طائرتان روسية وأمريكية من الاصطدام، شمال شرقي سورية.
وقال نائب رئيس المركز الروسي، أوليغ إيغوروف، إن طائرة روسية من طراز “An 26” نجت من اصطدامها بطائرة أمريكية مسيرة، تابعة لـ “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، أن الحادثة وقعت يوم 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في الساعة السابعة والنصف بتوقيت موسكو.
وفي تفاصيل الحادثة، اضطرت الطائرة الروسية، التي كانت تحلق لصالح وحدات إمداد المجموعة الروسية، إلى تغيير مسارها تجنباً لاصطدامها بطائرتين أمريكيتين من طراز “إم كيو” و”إم كيو 9″، ثم تابعت مسارها باتجاه الشمال السوري.
وبحسب إيغوروف: “يواصل ما يسمى بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، القيام برحلات جوية غير شرعية لطائرات بدون طيار في معدات هجومية، في المجال الجوي للجمهورية العربية السورية”.
وكانت الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى مذكرة تفاهم لتنظيم حركة الطيران ومنع الحوادث في الأجواء السورية، وتتضمن إجراءات أمان وسلامة جوية، تمكن طياري البلدين من تجنب أية صدامات في سماء سورية.
اتهامات معاكسة من واشنطن
وكانت واشنطن اتهمت موسكو بممارسة ضغوطات على القوات الأمريكية في سورية، خلال الأشهر الماضية.
وقال قائد القوات الجوية والمركزية الأمريكية، الجنرال أليكسوس غرينكويتش، الشهر الماضي، إن الوجود الروسي في سورية أصبح “أكثر عدوانية” ضد القوات الأمريكية المتواجدة هناك، منذ الحرب الروسية على أوكرانيا.
مضيفاً حسبما نقلت شبكة “CNN” عنه: “إنه أمر مقلق بعض الشيء، حيث لدينا قوات على الأرض وطائرات روسية مسلحة تحلق فوقها، الطيارون والملاحون الجويون على اتصال وثيق مع الروس كل يوم، ويعترضونهم ويرافقونهم ويتأكدون من بقاء قواتنا على الأرض آمنة في سوريا والعراق بينما يواصلون القتال ضد تنظيم (داعش)”.
واعتبر الجنرال الأمريكي، خلال حلقة نقاشية في مؤتمر الطيران والفضاء والفضاء الإلكتروني، الذي عقد في ولاية ماريلاند الأمريكية، في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، أن هذه الضغوط مدفوعة من قبل بعض شخصيات القيادة الروسية الموجودة في سورية.
وأضاف “بعض هؤلاء الضباط الروس فشلوا في أوكرانيا، وهم الآن في سوريا، وفي تقديري أنهم يحاولون صنع اسم لأنفسهم مرة أخرى، واستعادة المكانة داخل القوات المسلحة الروسية، ولا أعتقد أنهم سينجحون، لكن هذا ما يحاولون القيام به”.
وشهدت الأسابيع الماضية حوادث أمنية عدة بين واشنطن وموسكو في سورية، أبرزها تحليق مروحيات عسكرية روسية فوق قواعد أمريكية في الحسكة شمال شرقي سورية، خلال شهر أغسطس الماضي.
وكذلك استهدفت روسيا قاعدة التنف الأمريكية، الحدودية جنوبي سورية، في يونيو/ حزيران الماضي، في خطوة “نادرة” اعتبر مسؤولون أمريكيون أن موسكو تريد من ورائها “إرسال رسالة”.
وتحاول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ضمان عدم تصاعد التوترات مع القوات الروسية، بما في ذلك في سورية، حيث عمل الجانبان على مقربة من بعضها البعض لعدة سنوات، بموجب مذكرة التفاهم الخاصة بسلامة الطيران، والمتفق عليها بين الجانبين منذ عام 2015.