ميقاتي قد يلتقي الأسد حول اللاجئين.. تعاون “محدود” تجنباً للعقوبات
يجري الحديث عن لقاء قد يجمع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قريباً لبحث ملف اللاجئين السوريين في لبنان.
وكشف مسؤولون لبنانيون خلال اليومين الماضيين، عن موعدين ومكانين للقاء، أولهما على هامش قمة الرياض في 19 مايو/ أيار الجاري، والثاني عبر زيارة قد يجري ميقاتي إلى سورية.
وقال وزير شؤون المهجرين، عصام شرف الدين، في تصريحات عقب لقائه ميقاتي أمس الأربعاء، إن الأخير أبدى استعداده لزيارة سورية من أجل بحث عودة السوريين في لبنان إلى وطنهم.
وأضاف: “هذا أمر إيجابي جداً يبرهن عن جدية بالتعاطي في هذا الملف”.
وكان وزير الخارجية اللبنانية، عبد الله بو حبيب، صرّح أول أمس الثلاثاء، أن نجيب ميقاتي قد يجتمع مع الأسد على هامش القمة العربية في الرياض، بعد أيام.
وقال بو حبيب لقناة “الجديد” اللبنانية، “نرحب بأي زيارة سورية إلى لبنان، ومن الممكن أن يجتمع نجيب ميقاتي مع الرئيس السوري بشار الأسد في قمة الرياض”.
وأضاف: “الدول العربية كافة ترحب بسورية في جامعة الدول العربية، لكن لا يمكننا التعاون معها خوفاً من العقوبات الأميركية”.
وبحسب بو حبيب، فإن أي لقاء مع الجانب السوري سيتركز في ملف واحد وهو تنظيم عودة السوريين في لبنان لبلدهم، حسب قوله.
وأشار الوزير اللبناني إلى أن النظام السوري لا يستطيع إعادة السوريين، مضيفاً أن الأسد أبلغهم بذلك بقوله: “أهلا وسهلا بهم إذا بدهم يرجعوا لكن أنا لا أستطيع إجبارهم على العودة بما أن الأمم المتحدة تدفع لهم”.
احتقان ملف السوريين مجدداً
وعاد التوتر مجدداً إلى ملف اللاجئين السوريين في لبنان، مع تصاعد الخطاب الإعلامي والسياسي ضد وجودهم، وارتفاع النبرات المطالبة بإعادتهم إلى بلدهم، رغم التحذيرات الحقوقية من الخطر الأمني المترافق مع حركات العودة القسرية.
وفيما يرى محللون أن موجة التصعيد هذه هي الأكبر نسبياً خلال السنوات الماضية، تحاول السلطات اللبنانية احتواء هذا التوتر الشعبي الداخلي عبر فتح ملف الترحيل القسري، لسوريين تعتبرهم الدولة اللبنانية “مخالفين” لأسباب عدة، أبرزها دخول الأراضي اللبنانية بطريقة “غير شرعية”.
وسبق أن أعلنت الحكومة اللبنانية عن خطة لترحيل السوريين من لبنان بالتنسيق مع النظام السوري، تستهدف إعادة 15 ألف سوري شهرياً إلى مناطق سيطرة الأسد، أي بمعدل 180 ألف شخص في السنة.
إلا أن وزير المهجرين اللبناني، عصام شرف الدين، قال قبل أيام إن هذه الخطة “مجمدة بقرار سياسي”، في إشارة واضحة إلى فشلها.
ويعاني لبنان من انهيار اقتصادي حاد منذ أواخر عام 2019، في أزمة صنفها البنك الدولي على أنها واحدة من أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ أواسط القرن 19، ما دفع أكثر من ثلاثة أرباع السكان إلى براثن الفقر، وأدى إلى ارتفاع وتيرة الهجرة نحو أوروبا.
ويبلغ عدد السوريين المسجلين في لبنان كلاجئين نحو مليون سوري، من أصل 6 ملايين نسمة يعيشون في هذا البلد