هل تغيرت قواعد اللعبة بعد الرد الإيراني على إسرائيل؟
تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيداً غير مسبوق، بعد الرد الإيراني على إسرائيل وشنها لأول مرة هجوم بعشرات الطائرات المسيرة والصواريخ.
ورغم أن الهجوم الذي وصف بأنه “واسع النطاق” لم يؤدي إلى أضرار تذكر نسبياً، لكنه يمثل تحولاً كبيراً في الصراع بين العدوين، وفق محللين.
وكانت سماء الشرق الأوسط مضيئة في عدة دول، ليلة السبت الماضي، جراء اعتراض أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل.
وشاركت تسع دول في التصعيد العسكري بالشرق الأوسط، وهي إيران العراق وسورية واليمن التي أُطلقت منها صواريخ تجاه إسرائيل، إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن، التي أسطقت المقذوفات الإيرانية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن الهجوم شمل 170 طائرة مسيرة و30 صاروخ كروز، لم يدخل أي منها الأراضي الإسرائيلية، إضافة إلى 110 صواريخ باليستية وصل عدد صغير منها إلى إسرائيل.
وحسب صحيفة “الغارديان“، اليوم الاثنين، فإن الحرب التي دارت منذ فترة طويلة من خلال الوكلاء والاغتيالات والضربات في بلد ثالث بعيداً عن الأراضي الإسرائيلية، قد امتدت إلى العلن.
وترى الصحيفة أن استهداف تل أبيب للسفارة الإيرانية في دمشق ومقتل قادة إيرانيين كبار، أبرزهم محمد رضا زاهدي، كان بمثابة “تجاوز للقواعد غير المعلنة” بين الطرفين.
مشيرة أن القصف الإسرائيلي للسفارة “تجاوز الخطوط الحمراء، كونه يعتبر مهاجمة للأراضي الإيرانية”.
وتقول الصحيفة إن الهجوم الإيراني على إسرائيل “هو أول هجوم معلن من قبل دولة أخرى منذ عام 1991، عندما أطلق الرئيس العراقي صدام حسين الصواريخ”.
ورغم اعتبار إسرائيل أن فشل الهجوم الإيراني على إسرائيل انتصار لها، إلا أنه “يشكل فشلاً استراتيجياً وسياسياً كبيراً (لإسرائيل) يهدد باستنزاف الموارد العسكرية المستنزفة بالفعل، في حين يدعو إلى صراع متزايد الاتساع”.
ووصفت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز “تشاتام هاوس” للأبحاث، الهجوم الإسرائيلي على دمشق بـ “القشة التي قصمت ظهر البعير”.
وترى فاكيل أن “حسابات إيران كانت أنه إذا لم ترد، فإن إسرائيل ستواصل محاولة صد محور المقاومة في جميع أنحاء المنطقة وإضعافه”.
وتابعت: “كان الأمر يتعلق بتعزيز خطوطها الحمراء وبعض تدابير الردع”.
وحسب فاكيل فإن “السؤال الملّح هو ما إذا كانت إسرائيل ستشعر بالرضا بتصوير دفاعها ضد الهجوم الإيراني على أنه نجاح في حد ذاته”، أو “ستخاطر بالرد على إيران وزيادة تصعيد الحرب”.
وتتجه الأنظار إلى إسرائيل في الأيام المقبلة، بشأن ما إذا كانت سترد على الهجوم الإيراني، وبالتالي الانجرار إلى حرب هجومية مع إيران وتصعيد الصراع.
وحسب الصحيفة فإن الرد الإسرائيلي مرتبط بمدى تأييد الولايات المتحدة، معتبرة أن بنيامين نتنياهو قد يتراجع عن الرد في حال كان متأكداً بأن واشنطن لن تقف إلى جانبه.
من جانبها، اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم الاثنين، أن الهجوم الإيراني خلق في الشرق الأوسط “واقعاً جديداً لا يمكن إنكاره”.
وقالت راندا سليم، زميلة بارزة في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن للصحيفة “الآن ندخل عصر المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران”.
وأضاف أن هذه المواجهة “يمكن أن تجر المنطقة إلى الصراع ويمكن أن تجر الولايات المتحدة، الآن سيكون احتمال نشوب حرب إقليمية مطروحاً على الطاولة طوال الوقت”.
أما الكاتب الأمريكي توماس فريدمان اعتبر في مقال لصحيفة “نيويورك تايمز” أن هناك “تصعيد غير مسبوق في حرب الظل الطويلة الأمد والمحدودة بإحكام بين إيران وإسرائيل”.