قالت هيئات إغاثة دولية إن إمدادات الغذاء الخاصة بمناطق شمال سورية ستنفذ في شهر سبتمبر، في حال لم يمدد مجلس الأمن موافقته على توصيل المساعدات عبر الحدود، في يوليو / تموز المقبل.
ويضاف هذا التحذير إلى تحذيرات سابقة جاءت على لسان عمال إغاثة دوليين ومحليين، في الوقت الذي بات فيه تصويت مجلس الأمن بشأن إدخال المساعدات عبر الحدود إلى سورية على الأبواب.
وزادت المخاوف في الشهور الأخيرة من أن يتفاقم الوضع في محافظة إدلب، لأن روسيا قد تشترط إرسال الإغاثة الدولية إلى شمال غرب سورية، عبر أجزاء خاضعة تحت سيطرة قوات نظام الأسد.
وفي الوقت الحالي تدخل المساعدات إلى إدلب وبشكل مباشر من تركيا عبر معبر حدودي واحد هو باب الهوى.
وينتهي تفويض الأمم المتحدة الذي يسمح بذلك في التاسع من يوليو القادم، وألمحت روسيا إلى أنها ستعارض قرار مجلس الأمن الذي يجدد التفويض.
ويأتي انتهاء التفويض وسط تزايد التوتر بين روسيا والغرب، بسبب حرب موسكو في أوكرانيا.
وقال ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإغاثة الدولية في مؤتمر صحفي على الإنترنت، الخميس: “هذه لحظة من المهم للغاية فيها ألا يجبر الشعب السوري على دفع ثمن الانقسامات الجيوسياسية”.
وحذر، بحسب وكالة “أسوشيتد برس” من أن الفيتو الروسي سيسلم بالأساس الأسد السيطرة على تدفق المساعدات لإدلب، وإن حدث ذلك، فستوقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التمويل.
وأضاف ميليباند أن المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سورية تدعم 1.4 مليون شخص كل شهر “وما زالت شرطاً أساسياً مسبقاً في الصراع السوري”.
من جانبها، ذكرت تانيا إيفانز، المديرة المشرفة على سورية في اللجنة، أن أزمة الغذاء العالمية “مدمرة على وجه الخصوص” بالنسبة لسورية، وخاصة إدلب التي تضم العديد من النازحين.
وأكدت إيفانز “إن لم تجدد هذه الآلية في يوليو، فمن المتوقع أن تنفد إمدادات الغذاء بحلول سبتمبر”.
وقالت إن المنظمات غير الحكومية تقدر بأنها قادرة على تقليص عملياتها والوصول إلى نحو 300 ألف شخص بالمساعدات الغذائية، ما يعني أن أكثر من مليون شخص لن يتمكنوا من الحصول على الغذاء في شهر سبتمبر.
وأوضحت شيرين إبراهيم، مديرة تركيا في منظمة “كير”، أنه في حال عدم تجديد القرار، “فستتوقف 80 بالمئة من خدمات الحماية التي تقدمها الأمم المتحدة”.
وحذرت إبراهيم من أن الأكثر تضرراً سيكونون النساء والأطفال.
وتقول المنظمات غير الحكومية أنه في عام 2021، سمح طريق باب الهوى للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى أكثر من 2.4 مليون شخص شهرياً في شمال غرب البلاد.
وشمل ذلك توفير الغذاء لـ1.8 مليون شخص، والمساعدة التغذوية لـ 85000 شخص، والتعليم لـ 78000 طفل، والوصول إلى مجموعات الكرامة المنقذة للحياة لـ 250.000 امرأة وفتاة.
في المقابل، وصلت المساعدات الداخلية إلى أقل من 50000 شخص.