واشنطن تؤكد على موقفها من التطبيع مع الأسد.. وتصدر تحذيرين
قالت الولايات المتحدة الأمريكية إنها لن تقبل بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، في تأكيد جديد على موقفها، وسط الحراك العربي الذي خيّم مؤخراً في دمشق، وتصدرته خطوات المملكة العربية السعودية.
وأوضح نائب مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة، السفير جيفري ديلورانتيس أن “الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات المفروضة على نظام الأسد، ولن تدعم عملية إعادة الإعمار التي يقودها في غياب إصلاحات حقيقية وشاملة ودائمة وإحراز تقدم في العملية السياسية”.
وشدد في مداخلة ألقاها خلال جلسة الإحاطة التي عقدها مجلس الأمن بشأن سورية، الخميس، على رفض الولايات المتحدة أي ادعاءات تزعم أن العقوبات الأمريكية تعيق وصول المساعدات الإنسانية، وعلى “وجود استثناءات واضحة للعقوبات”.
وحذر السفير الأمريكي من سماح نظام الأسد لروسيا باستخدام سورية كنقطة لوجستية لتصدير أنشطتها المزعزعة للأمن و الاستقرار إلى أفريقيا.
كما حذّره من إغراق المنطقة المجاورة بالمخدرات غير المشروعة.
ويأتي ما سبق بينما تتجه الأنظار إلى الخطوات المقبلة الخاصة بعلاقة الدول العربية مع النظام السوري، بعدما اتجهت عدة عواصم عربية على إعادة فتح العلاقات معه، والمقطوعة منذ أكثر من عقد.
وكان لافتاً خلال الأيام الماضية اتجاه واشنطن إزاء هذا المشهد ضمن مسارين، الأول بتأكيدها على رفض التطبيع، والثاني من خلال الحديث عن “ضرورة تحقيق شيء ما من هذه المحاولات”.
وفي أواخر شهر مارس/آذار الماضي قال مسؤول أمريكي كبير إن الدول العربية المنخرطة في التقارب مع نظام الأسد يجب أن “تحصل على شيء” في المقابل.
وهذه “المقاربة الجديدة” تختلف عن الموقف الذي أبدته واشنطن من هذا المسار، خلال الأشهر والأسابيع الماضية، وتحدثت عنها باربرا ليف مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في إحاطة صحفية.
وأضافت ليف أن “نهج الولايات المتحدة تجاه سورية لم يتغير. نحن لا نؤيد التطبيع، ولا ننوي التطبيع مع النظام بأنفسنا”. لكنها أشارت إلى أن واشنطن تجري مناقشات “مع الشركاء العرب حول مسار عملهم والتحول في السياسة الخاصة بسورية”.
وأوضحت: “بعضهم قال بصراحة شديدة وفي السر وقد سمعت بعضهم يقول علناً: من وجهة نظرهم، فإن العزلة لم تنجح؛ ويريدون تجربة المشاركة”، لترد ليف على هذا الأمر بأن منهج أمريكا هو القول: “تأكدوا من حصولكم على شيء في مقابل هذا الأمر”.
وقد تكون من بين هذه الأشياء: “وضع إنهاء تجارة الكبتاغون في المقدمة، وجنباً إلى جنب مع تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، والذي يهدف إلى توفير الإغاثة للشعب السوري من العقد الرهيب من القمع الذي عانوه”.
واستشهدت ليف بإخفاق النظام في الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي يدعو إلى انتقال سياسي غير محدد في البلاد، وكذلك إطلاق سراح السجناء، الذين تقول جماعات حقوق الإنسان إن عددهم بالآلاف.