أعربت الولايات المتحدة عن قلقها حول التقارير التي أفادت بوفاة أمين عيسى العلي، بعد اعتقاله من قبل قوى الأمن الداخلي (أسايش) في مدينة الحسكة شمال شرقي سورية.
وذكر حساب “السفارة الأمريكية في سورية” عبر “تويتر”، اليوم الخميس، أن واشنطن “تشعر بقلق عميق” إزاء التقارير التي تتحدث عن وفاة الناشط أمين عيسى العلي أثناء احتجازه لدى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وطالبت السفارة بإجراء تحقيق فوري وشفاف لكشف ملابسات مقتل الشاب أمين تحت التعذيب، مشيرة إلى أنه “يجب محاسبة أي شخص تثبت مسؤوليته عن الاعتداء أو إساءة معاملة المحتجزين”.
The United States is deeply concerned by reports of Amin Issa Al-Ali's death while in SDF custody. We call for an immediate and transparent investigation. Anyone determined to be responsible for abuse or mistreatment of detainees must be held accountable.
— U.S. Embassy Syria (@USEmbassySyria) July 1, 2021
وكانت حادثة مقتل الشاب أمين عيسى العلي (35 عاماً) أثارت استهجاناً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار صور لجثته ظهر عليها آثار التعذيب بوضوح.
واعتُقل الشاب من قبل “الأسايش” في 22 مايو/ أيار الماضي، وتم تحويله إلى النيابة العسكرية التابعة لـ “الإدارة الذاتية” في الحسكة، وتلقت عائلته خبر وفاته عقب أقل من شهر على اعتقاله.
ونفت “الإدارة الذاتية” مقتل الشاب تحت التعذيب، مشيرة في بيان لها إلى أن سبب الوفاة “جلطة دماغية” ناجمة عن توتر شرياني، وأن الصور التي انتشرت للشاب تم إعدادها على برامج تعديل الصور “فوتوشوب”.
وأضافت أن الشاب “كان موقوفاً لدى لجنة المتابعة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية بتهمة الفساد ودفع الرشاوي، وكان يعاني من أمراض سابقة ومشاكل صحية، وكان يتناول الأدوية التي قام أهل المرحوم بجلبها له إلى المركز وفق وصفات طبيبة مرفقة”.
إلا أن عائلة الشاب أمين أصدرت بياناً أكدت فيه وجود أثار تعذيب بالغة على جسد فقيدهم، مشيرة إلى أنهم شرّحوا الجثة من قبل أحد الأطباء الشرعيين.
وأظهر التقرير الطبي وجود: كسر في الفك، نزيف داخلي في الجمجمة، آثار ضرب على الركبة، ضرب بأداة قاسية على الرقبة وخلف الرأس، حرق من خلف الرأس إلى نهاية العامود الفقري بالزيت الحار، آثار ضربات قاسية على البصلة السيسائية، أثر ضرب الشفرة على الجهة اليسرى من الوجه، حرق اليدين من تحت الابط إلى الكف بالماء الحار، حفر في جلدة البطن.
مقتل شاب تحت التعذيب في الحسكة.. واتهامات لـ”أسايش” بالمسؤولية
ونفت عائلة أمين أن تكون الصور التي انتشرت مفبركة، وأبدت استعدادها لفتح القبر وإعادة التشريح مجدداً، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة.
وكان أمين قد اعتُقل قبل أسابيع بحجة أنه مطلوب كشاهد على قضية “استغلال منصب وظيفي”، ويعاني الشاب من وضع صحي خاص، فهو مريض غدة درقية ولديه ضعف في عضلة القلب، ورغم إيضاح ذلك للنيابة لم يسمحوا بإدخال الدواء له، حسبما ذكر مصدر من عائلته لموقع “السورية نت”.
يُشار إلى أن الشاب متزوج ولديه ولدان، وكان يعمل مدرس لغة إنجليزية، ثم افتتح مكتب عقاري في الحسكة، وهو عضو في “المجلس الوطني الكردي”.