ألقى وزير أوقاف نظام الأسد، محمد عبد الستار السيد خطبة في أحد مساجد العاصمة المصرية القاهرة، يوم أمس الجمعة، وتركزت على ثلاثة مواضيع هي “التطرف والإخوان المسلمين وحركات الإسلام السياسي”.
وذكرت وزارة الأوقاف التابعة للنظام عبر معرفاتها الرسمية، اليوم السبت، أن عبد الستار السيد وصل مصر برفقة حسام الدين فرفور رئيس “مجمع الفتح الإسلامي” في جامعة بلاد الشام، والشيخ خضر شحرور مدير أوقاف ريف دمشق.
كما رافقه الشيخ أحمد سامر القباني عضو “المجلس العلمي الفقهي”، فيما ألقيت الخطبة في مسجد فاضل المركزي في الحي المتميز بمدينة 6 أكتوبر في العاصمة المصرية القاهرة.
وحضر الخطبة عن الجانب المصري رئيس لجنة الشؤون الدينية في البرلمان المصري علي جمعة ووكيل وزارة الأوقاف المصرية، وعدد من رجال مؤسسة الأزهر المصرية.
وقال السيد في الخطبة بحسب بيان: “سورية ومصر كما حملتا عبر تاريخهما الحضارة العظيمة كذلك تحملان وسطية الإسلام واعتداله في مواجهة التطرف والإخوان، ومحاولات استخدام الإسلام لتحقيق المآرب السياسية”.
واعتبر أن “التعاون الوثيق بين المؤسستتين الدينيتين في سورية ومصر صمام أمان للمنطقة في وجه عواصف التشدد والتغريب”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها وزير أوقاف الأسد العاصمة المصرية القاهرة، بل سبق وأن وصل إلى هناك في يوليو/تموز العام 2021.
لكن اللافت في زيارته إلى القاهرة أمس الجمعة يرتبط بعبارات الخطبة التي ألقاها، إذ ركّز على مواضيع تشغل حساسية كبيرة في الشارع، وكذلك الأمر بالنسبة للأوساط السياسية في نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وكانت محكمة مصرية قد حظرت نشاط جماعة “الإخوان المسلمين” وجمدت أموالها، منذ أكثر من ثماني سنوات، قبل أن تعلن القاهرة في ديسمبر 2013، أنها “منظمة إرهابية”، بعد 4 شهور من اعتقال مرشدها محمد بديع.
وكان الوزير عبد الستار السيد، وهو والد الوزير الحالي، محمد عبد الستار السيد، وزيراً في عهد حافظ الأسد، وكان ذلك أحد أهم أسباب تقرب محمد عبد الستار السيد من السلطات.
بعد أن تولى السيد وزارة الأوقاف عام 2007، وذلك بعد إعفاء الوزير، محمد زياد الدين الأيوبي، على خلفية اتهامات بالفساد، أصبح من أبرز رجال الدين المقربين للأسد.
وتولى الدفاع عن النظام منذ بداية الاحتجاجات عام 2011، وهو الوزير الوحيد الذي أمضى فترة طويلة في منصبه، إذ تم إعفاء وزيرين للأوقاف، خلال سبع سنوات فقط، هما محمد عبد الرؤوف زيادة، ومحمد زياد الدين الأيوبي.
ولم تحدد وزارة أوقاف النظام السوري ما إذا كان وصول السيد إلى القاهرة جاء بدعوة رسمية، وكذلك الأمر بالنسبة للجانب المصري إذ لم يتطرق إلى هذه المسألة.
وكانت مصر شهدت تغييراً في الموقف الرسمي الداعم للثورة السورية، بعدما وصفته أوساط سياسية ودول بأنه “انقلاب عسكري”، نفذه عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المصري المنتخب، محمد مرسي، في يوليو/ تموز 2013.
وتتطلّع مصر اليوم إلى “عودة سوريا لمحيطها العربي”، وفق ما قاله وزير خارجيتها، سامح شكري، في أوقات متفرقة.
وكان شكري قد التقى نظيره الروسي، سيرغي لافروف، قبل أيام في موسكو، وقال في مؤتمر صحفي: “تناولنا الوضع في سورية وأهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وأكدنا على عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري وأكدنا أن تواجد القوات الأجنبية لا تتوافق مع قوانين الأمم المتحدة”.
من جانبه، قال لافروف إنه بحث مع شكري الملف السوري، وتم الاتفاق مبدأياً للانضمام إلى العمل باتجاه التسوية في سورية، مضيفاً: “بحثنا الوضع السوري وحق السوريين في اختيار مصيرهم”.