قال وزير الدفاع في حكومة النظام، علي محمود عباس، إن المفاوضات الجارية مع تركيا لم تحرز أي تقدم، بسبب مسألة “الانسحاب” التركي من الأراضي السورية.
جاء ذلك خلال لقاء مع عباس عبر قناة “روسيا اليوم”، على هامش منتدى موسكو الـ11 للأمن الدولي، اليوم الثلاثاء.
وتحدث عباس عن سير المفاوضات بين النظام وتركيا، ضمن عملية “بناء الحوار” التي بدأت أواخر العام الماضي، مشيراً إلى أنها لم تحقق أي نتائج.
وقال: “عدة جولات من المفاوضات حصلت، لكن لم نصل إلى تقدم بسبب عدم الإقرار التركي بالانسحاب من الأراضي السورية”.
وأشار إلى أن تصريح وزير الدفاع التركي الأخير بعدم الانسحاب “زاد الأمور تعقيداً”.
الانسحاب.. خط مفصلي نحو التطبيع
وكان وزير الدفاع التركي، يشار غولر، قال إن بلاده “تريد السلام في سورية”، لكن لديها “حساسيات” تتعلق بأمن حدودها.
وأضاف في حوار مع صحيفة “صباح“، السبت الماضي، “من غير المعقول أن نغادر دون ضمان أمن حدودنا وشعبنا”.
في إشارة منه إلى عدم وجود نية لدى بلاده للانسحاب من سورية في المستقبل المنظور.
وتابع: “أعتقد أن الرئيس السوري سيتصرف بشكل أكثر عقلانية بشأن هذه القضية”.
لكن وزير دفاع النظام رد على تصريحات غولر، وقال “إن أردوا السلام مع سورية والأمن لتركيا يجب أن يبدؤوا بالانسحاب من الأراضي السورية ويقروا بذلك”.
وتابع: “سورية دائماً كانت بتوجيهات من الرئيس السوري بشار الأسد وقيادة وشعباً دولة مسالمة، لكن للأسف تركيا انخرطت في الحرب ودعمت الإرهاب”.
مردفاً: “نأمل أن تعود تركيا لرشدها وتوقف هذا الدعم، وأن تنسحب من الشمال السوري لنتقدم باتجاه السلام”.
وتعتبر مسألة الانسحاب التركي خطاً مفصلياً في مسار التطبيع بين تركيا ونظام الأسد، إذ يصر النظام على الانسحاب كشرط لعودة العلاقات، فيما تعتبر تركيا هذا الشرط “غير واقعي”.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قال في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية” قبل أيام، إنه لن يلتقي أردوغان “بناء على شروطه”.
ومن غير الواضح حتى الآن كيف ستستمر عملية “بناء الحوار” بين تركيا والنظام، لاسيما في ظل المواقف المتضادة بين الطرفين.
وكانت موسكو أول من رعت عملية “بناء الحوار”، وانضمت إليها إيران في مرحلة لاحقة.
وجرت المفاوضات أولاً على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء الاستخبارات.
وتطورت بعد ذلك بالتدريج إلى اللقاء على مستوى نواب وزراء الخارجية، ثم وزراء الخارجية بأنفسهم.