أنشئ الجيش التركي، اليوم السبت، نقطة مراقبة ثالثة في محيط مدينة سراقب جنوب شرق إدلب، والتي تسعى قوات الأسد للتقدم نحوها، عقب السيطرة على مدينة معرة النعمان الأسبوع الماضية، إذ تُعد سراقب، عقدة طرق تربط وسط سورية بشمالها وشمالها بغربها.
ووفقاً لصحيفة “ديلي صباح” التركية، فإن الجيش التركي قام بتأسيس نقطة مراقبة جديدة في محيط مدينة سراقب.
وقالت الصحيفة إن النقطة العسكرية الجديدة، تعد الثالثة من نوعها في محيط سراقب، التي يُقيمها الجيش التركي، في “مسعى لمنع تقدم قوات النظام السوري في المنطقة، في ضوء هجومه المستمر مع حلفائه على شرقي إدلب”.
وكان الجيش التركي، أنشئ قبل ثلاثة أيام، النقطة الثانية له في الجهة الشمالية من مدينة سراقب، التي خلت بنسبة 98 بالمئة من سكانها خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب تكثيف الطيران الحربي للنظام وروسيا القصف الجوي على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وتُعد نقطة منطقة صوامع الحبوب جنوب مدينة سراقب، هي الأولى التي توجه إليها رتل عسكري تركي، مؤلف من 30 آلية يوم الإثنين الماضي، قادماً من معبر كفرلوسين شمال إدلب، وذلك بعد عمليات استطلاع في المنطقة، قام بها الجيش التركي، لا سيما أن نقطة المراقبة التركية في معرحطاط جنوب معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، باتت شبه محاصرة من قبل قوات الأسد.
وتسعى قوات الأسد، التقدم إلى مدينة سراقب، بعد قضم عدد من القرى على محور معرة النعمان – خان السبل الواقعتان على الطريق الدولي دمشق- حلب المعروف باسم (M5).
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالقول “لن نبقى ولا يمكننا البقاء متفرجين حيال الوضع لا بإدلب ولا بمناطق أخرى في سورية”.
ورداً على تصريحات أردوغان، التي أعلن فيها أن روسيا لا تفي بالتزاماتها بموجب اتفاق إدلب، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، خلال حديث مع الصحفيين الجمعة:”لا نوافق على ذلك، روسيا تنفذ التزاماتها بالكامل بموجب اتفاقات سوتشي فيما يتعلق بمنطقة إدلب”.
وفي وقت سابق، قال المحلل العسكري السوري، العقيد أحمد الحمادة، لـ”السورية نت”، إن “مدينة سراقب لها أهمية ثورية كبيرة وعدد سكانها بحدود ٥٠ ألف نسمة معارضون للنظام، هذا فضلاً عن وقوعها على الطريق الدولي m5 الذي تريد روسيا وإيران ونظام الأسد السيطرة عليها”.
وأشار المحلل العسكري، إلى أن سراقب لها “أهمية أكبر لأنها تشكل عقدة مواصلات ووصل بين m5…m4القادم من اللاذقية، ومنفذ رئيسِ باتجاه أبو الظهور ومطارها، وهي قريبة نسبياً من مركز المحافظة 27كيلو عن مدينة إدلب…وبالسيطرة عليها تقترب قوات النظام من حلب أكثر والريف الجنوبي لحلب، الذي يتعرض لهجمات عديدة من قبل النظام للسيطرة عليه”.
نقاط تركية محاصرة
ولتركيا 12 نقطة مراقبة في شمال غربي سورية، نشرتها بموجب محادثات “أستانة”، على أن تكون خطوة لوقف إطلاق النار، إلا أن قوات الأسد، واصلت عملياتها العسكرية، وحاصرت بعض نقاط المراقبة التركية، في مورك والصرمان.
وكانت أنقرة أعلنت في مايو/أيار 2018 الانتهاء من إقامة النقطة الأخيرة من نقاط المراقبة الـ 12 في إدلب، لمراقبة وقف إطلاق النار في إطار اتفاقية “خفض التصعيد”. وتوجد أقرب نقطة مراقبة على بعد 500 متر من الحدود التركية، أما أبعد نقطة فهي مورك التي تبعد 88 كيلو متراً عن الحدود التركية.
وحتى اليوم يستمر الجيش التركي بإدخال التعزيزات العسكرية واللوجستية إلى نقاط المراقبة، ومن بينها المحاصرة من جانب قوات الأسد.
وتغيب المؤشرات المرتبطة بمستقبل نقاط المراقبة التركية في إدلب، وعلى مدار العامين الماضيين، كانت تركيا قد أكدت أن وجودها في سورية سيبقى على حاله، حتى التوصل إلى حل سياسي.