توفي أربعة أشخاص، جراء الحرائق التي اندلعت في محافظة اللاذقية ومناطق الساحل السوري، والتي ماتزال مستمرة حتى الآن، وتتوسع دائرتها بشكل متسارع.
وحسب وسائل إعلام نظام الأسد، بينها “سانا”، يتوزع المتوفون إثر الحرائق على مدينة الحفة بريف اللاذقية، إلى جامب بلدتي بللوران ودفيل.
ونقلت الوكالة، اليوم الجمعة، عن مدير صحة اللاذقية، هوازن مخلوف قوله إن شخصين توفيا جراء الحرائق في بلدتي بللوران ودفيل، وتم إسعاف عدد من الأشخاص المصابين بحالات اختناق إلى مشافي اللاذقية.
في حين نقلت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية عن مدير “بلدية الحفة”، قوله إنه تم تسجيل حالتي وفاة في المدينة جراء الحرائق، مضيفاً أن الأهالي يهربون من المنازل إلى المدينة للجوء عند أقاربهم، ومنهم يبقى في الشوارع حتى الساعة.
وكانت حرائق مفاجئة قد اندلعت، في الساعات الماضية، في مناطق متفرقة في كل من: حمص، اللاذقية، طرطوس، بانياس.
والتهمت الحرائق حتى الآن، وخاصة في مدينة اللاذقية مساحات حراجية تقدر بـ600 هتكار، وذلك خلال خمس ساعات مضت فقط.
وقال وزير الزراعة في حكومة الأسد، محمد حسان قطنا إن أغلب الحرائق “كانت بفعل فاعل”، خصوصاً أنها جاءت في وقت متزامن، مضيفاً: “الجهات المعنية الآن بعملها في إجراء التحقيقات لمعرفة الفاعلين”.
وأوضح الوزير في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” أن فرق الإطفاء تمكنت من إطفاء 30 حريقاً، من أصل 78 حريق حتى الآن.
الحفّة تشتعل
وتأتي الحرائق المفاجئة التي تشهدها المحافظات الساحلية في سورية، بعد أسابيع من أخرى مشابهة، شهدتها أرياف حمص وحماة واللاذقية.
واللافت في الحرائق الحالية أنها تأتي بشكل متفرق في ثلاث محافظات، وفي ذات التوقيت، ما يعزز وقوف فاعلين ورائها.
وقبل ساعتين من إعداد هذا التقرير، كانت الحرائق قد التهمت مساحات واسعة من ريف مدينة القرداحة بريف اللاذقية، إلى جانب مدينة الحفة، والتي خرجت منها مناشدات لإخلاء سكانها، حسب وسائل مقربة من النظام.
وفي تصريحات لرئيس بلديتها، رائد إبراهيم حذّر من اقتراب الحفة من “كارثة كبرى”، في حال لم يتم إخماد النيران قرب المصرف الزراعي، والذي وكما ذكر يحوي على 150 طناً من نترات الأمونيوم.
وناشد إبراهيم في حديثٍ لصحيفة “الوطن” سلطات نظام الأسد بإرسال إطفائيات داعمية، ومروحيات لإخماد النيران قبل اشتعال كامل الحفة.
وقال: “الحفة تشتعل والناس باتت في الشوارع”، مطالباً بتدخل المروحيات بشكل عاجل، التي وكما ذكر ساعدت في عمليات الإطفاء نهاراً فقط.
الحرائق وصلت للبيوت في بعض مناطق ريف اللاذقية وريف حمص وطرطوس
الوضع صعب ونزوح للأهالي في بعض المناطق 💔
اللهم اجعلها برداً وسلاماً على #سورية 😞💔 pic.twitter.com/sBfNG80SVA
— Noura_20 yem (@Noura__2020) October 9, 2020
تشكيك برواية النظام
في سياق ما سبق، ورغم إعلان وجود “فاعل” وراء الحرائق من جانب نظام الأسد، إلا أن الغموض مايزال سيد المشهد حتى الآن، وسط تشكيكات من قبل سوريين حول الرواية الرسمية، والطريقة التي تتعامل بها حكومة الأسد مع الكارثة.
دريد الأسد ابن عم رأس النظام، بشار الأسد نشر منشوراً عبر حسابه في “فيس بوك” طرح فيه عدة تساؤلات عن أسباب الحرائق، مؤكداً أنها مفتعلة “ولها غايات كبيرة تتعلق بالأمن الغذائي لسورية، وللسوريين الذين اعتمدوا في الآونة الأخيرة على مادتي الزيت والزيتون، المُنتج من معاصر اللاذقية و طرطوس”.
والحرائق المستمرة منذ أكثر من 20 ساعة التهمت أراضٍ مزروعة بالحمضيات والزيتون، إلى جانب البيوت البلاستيكية، والتي يعتمد عليها المزارعون في الساحل السوري، في معيشتهم وحياتهم اليومية.
يوجد في محافظة اللاذقية حوالي ١١ مليون شجرة زيتون كما يوجد ما يقابلها تقريباً في محافظة طرطوس ! أما في ادلب فيوجد حوالي…
Gepostet von Douraid Alassad am Freitag, 9. Oktober 2020
ولعل الكارثة التي أحدثتها الحرائق الحالية أكبر من سابقتها، وخاصةً أنها طالت موسمي الزيتون والحمضيات، وهو ما أشار إليه وزير الزراعة السابق في حكومة النظام، نور الدين منى.
وقال منى عبر حسابه في “فيس بوك” إن حرائق الغابات والموارد الحراجية السورية حالياً، بالإضافة للحرائق التي طالت أشجارالزيتون والليمون وبقية الأشجار المثمرة، والتي ينتظر غلالها الفلاح أو المزارع السوري بفارغ الصبر، “تعتبر أكبر صفعة في وجه الحكومة السورية”.
واعتبر منى أن الحرائق من وجهة نظر الاقتصاد السياسي، “تعكسُ فشلاً ذريعاً في أداء الحكومة بشكل عام، ممثلة برئيس مجلس الوزراء والوزارة أو الوزارات صاحبة العلاقة بشكل خاص”.
حرائق الغابات والحراج السورية أسقطت ورقة التوت عن الأداء الحكومي….!!!تعتبر حرائق الغابات والموارد الحراجية السورية…
Gepostet von Noureddin Mona am Freitag, 9. Oktober 2020