توفي وزير الخارجية والمغتربين في حكومة نظام الأسد، وليد المعلم عن عمر يناهز الـ79 عاماً.
ونعت وسائل إعلام نظام الأسد، اليوم الاثنين، المعلم دون ذكر الأسباب التي أدت إلى وفاته.
وقالت وكالة “سانا”: “ببالغ الحزن والأسى وبتسليم بقضاء الله وقدره ننعي وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الذي وافته المنية فجر اليوم”.
وأضافت الوكالة الرسمية لنظام الأسد أن جثمان المعلم سيشيع من مشفى الشامي عصر اليوم، حيث يصلى عليه في جامع سعد بن معاذ، على أن يدفن في مقبرة المزة.
ويعتبر المعلم أبرز مهندسي سياسة نظام الأسد الخارجية، وتأتي وفاته بعد أكثر من نصف قرن من خدمة والدفاع عن نظام الأسد، ولاسيما في الفترة التي أعقبت بدء الثورة السورية في عام 2011.
وكان المعلم قد عين في منصب وزير الخارجية، في عام 2006، واتسمت أغلب محطات حياته بدعم أسس نظام الأسد، حيث ظل يدافع عنه حتى الأيام التي سبقت وفاته.
وبالعودة إلى مطلع أحداث الثورة السورية كان من أبرز تصريحاته، قوله: “رحيل بشار الأسد عن سدة السلطة في سورية مقرون بدخول إبليس الجنة”.
وأضاف، في تشرين الثاني من عام 2015: “جميع من تحدثوا عن رحيل الأسد رحلوا وبقي الأسد.. ونقول لمن يطالب برحيله تحلمون كحلم إبليس في الجنة”، مردفاً: “صناديق الاقتراع هي الحكم بشأن مصير بشار الأسد”.
أكثر من نصف قرن من خدمة الأسد
التحق المعلم بوزارة الخارجية السورية عام 1964، بعد تخرجه مباشرة من جامعة القاهرة بشهادة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية.
وفي عام 1975 عين سفيراً لسورية لدى جمهورية رومانيا، لمدة خمسة أعوام قبل أن يعين على رأس مديريات مختلفة بين 1980 و1990 في وزارة الخارجية.
وقد عُين سفيراً لدى الولايات المتحدة، في عام 1990، حيث قضى تسع سنوات، وهي الفترة التي شهدت مفاوضات السلام العربية السورية مع إسرائيل.
بعد ذلك أصبح المعلم مساعداً لوزير الخارجية، سنة 2000، قبل أن يكلف بنيابة وزير الخارجية عام 2005، وكلف بإدارة ملف العلاقات السورية – اللبنانية في فترة حرجة من تاريخ العلاقات بين البلدين.
كلفه بشار الأسد، بجولات دبلوماسية زار خلالها غالبية العواصم العربية والتقى الكثير من الزعماء العرب، وهو الأمر الذي شهد رواجاً بعد عام 2015.
وفي عام 2006، عين المعلم، وزيراً للخارجية في نظام الأسد، واستمر كذلك حتى وفاته.
ابن نظام الأسد
عند الحديث عن وليد المعلم فهو شخصية لا يمكن مقارنتها بباقي الشخصيات المحسوبة على نظام الأسد، فهو ابن الأخير وكان من أشد المدافعين عنه، منذ عام 2011.
دفاع المعلم عن نظام الأسد تجلى في عدة مواقف، كان أبرزها عقب عام 2011، في أثناء مناهضته للمظاهرات السلمية التي خرج بها السوريون، ووقوفه إلى صف نظام الأسد الرواية الرسمية التي كان يعرضها.
وكان المعلم قد ترأس وفد نظام الأسد إلى مفاوضات “جنيف2″، وعرف عنه التعنت في قضية مكافحة الإرهاب وتوزيع الاتهامات على رعاة المؤتمر، ولم تتوصل حينها جولتا التفاوض اللتين عقدتا في كانون الثاني وشباط 2014 إلى أي نتيجة.
وخلال فترة ترأسه خارجية نظام الأسد عمل المعلم على التقارب مع روسيا، التي قامت بدعم نظام الأسد في قمع الثورة الشعبية، كما اتجه مؤخراً إلى تنسيق العلاقات مع الصين، ومع الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع نظام الأسد على رأسها الإمارات.
آخر ظهور ف “مؤتمر اللاجئين”
وبحسب ما رصد فريق “السورية.نت” كان آخر ظهور لوليد المعلم، منذ أيام، في “مؤتمر اللاجئين” الذي عقهد نظام الأسد في دمشق، برعاية روسية.
وقبل ذلك ظهر المعلم ضمن الزيارة التي أجراها الوفد الروسي “رفيع المستوى” إلى العاصمة دمشق، من أجل توقيع اتفاقيات اقتصادية.
وفي تصريحاته حينها تطرق المعلم إلى أكثر من موضوع، على رأسها اللجنة الدستورية السورية، قائلاً: “ستجري الانتخابات الرئاسية في سورية وستكون نزيهة، وفيما يتعلق بشرط الإقامة لمن يريد الترشح، فهذا شأن اللجنة العليا للانتخابات”.
وأضاف المعلم: “كل من تتوفر فيه شروط الترشيح بإمكانه أن يترشح، أما فيما يتعلق بالدستور السوري القادم فإن هذا سيكون نتاج ما يتوصل إليه أعضاء اللجنة الدستورية، وأي نتائج تتوصل إليها هذه اللجنة فستعرض على الاستفتاء الشعبي”.
وتحدث المعلم عن الوضع الاقتصادي في سورية، بالقول: “متفائل وأبشر شعبنا بأن الوضع الاقتصادي العام سيشهد تحسناً خلال الأشهر القادمة”.