نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريراً ناقشت فيه آخر التطورات التي تشهدها محافظة درعا في الجنوب السوري، معتبرة أنها تهدد مصداقية روسيا في لعب دور “الحكم السياسي” في سورية.
وقالت الصحيفة بحسب ما ترجم موقع “السورية.نت”، اليوم الاثنين إن روسيا “تجد أن الحفاظ على السلام في سورية أصعب من خوض الحرب”.
وأضافت أن التصعيد الذي تشهده درعا من قبل قوات الأسد يؤدي إلى “تآكل هدف موسكو في ترسيخ نفسها كطرف رئيسي في الشرق الأوسط”.
ورسخت روسيا نفسها في سورية في السنوات الأخيرة.
واستشعاراً بوجود فرصة لتوسيع نفوذها في المنطقة قدمت دعماً عسكرياً لرأس النظام السوري، بشار الأسد، حيث استخدمت القوة لاستعادة الأراضي التي فقدها بعد انطلاقة الثورة السورية في عام 2011.
وفي عام 2018 ساعدت روسيا في التفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار بين النظام وفصائل المعارضة في درعا، والتي تعتبر مهد الثورة السورية.
لكن تجدد القتال في المنطقة وارتفاع عدد القتلى يهددان الآن بكسر الهدنة المدعومة من روسيا، بحسب ما قالت “وول ستريت جورنال”.
وأشارت الصحيفة: “الهدنة كانت من المفترض أن توفر نهاية للثورة في درعا وتوفر نموذجاً لإنهاء النزاعات في الأجزاء الأخرى التي يسيطر عليها المتمردون في البلاد”.
وتابعت: “أما الاشتباكات الآن فهي تهدد بتقويض مصداقية روسيا كحكم سياسي في سورية، على الرغم من المكاسب التي حققتها من خلال الانحياز إلى الأسد للحفاظ على قبضته على السلطة”.
ومنذ أسابيع يلعب الروس دوراً أساسياً في المفاوضات التي يعقدها النظام السوري مع وفود اللجان المركزية في درعا.
وحتى الآن لم تفض تلك المفاوضات إلى أي حل، في ظل تهديد النظام السوري باتباع الخيار العسكري ضد أحياء “درعا البلد”، التي تعيش فيها أكثر من 11 ألف عائلة.
وكان المجتمع الدولي قد ندد بتصعيد النظام في درعا، إذ دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأربعاء الماضي نظام الأسد إلى وقف الهجوم على مدينة درعا البلد بشكل فوري.
فيما طالب الاتحاد الأوروبي بحماية المدنيين في درعا، وقال في بيان له إن الجنوب السوري يشهد أسوأ أعمال عنف منذ سيطرة النظام عليه عام 2018.
بينما حذرت الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي من التصعيد الحاصل في درعا.
وقالت إن ما لا يقل عن 18 ألف مدني أجبروا على الفرار من أحياء “البلد”، التي تعيش في حصار خانق منذ 28 من يوليو /تموز الماضي.