يخدم 6000 مريض شهرياً..توقف الدعم يغلق مستشفى في عفرين
بعد عمله لمدة شهر بطاقةٍ تطوعية، اضطر كادر مستشفى “المحبة” في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، إلى إغلاق أبوابه أمام المراجعين بسبب انقطاع المنح عن المستشفى منذ أكثر من شهرين.
ومستشفى المحبة، المتخصص في أمراض النسائية والأطفال، هو الوحيد في حي الأشرفية الضخم والواسع، والثاني على مستوى المدينة، ويستوعب خدمات واسعة على صعيد تطبيب “الأطفال والنساء”.
ولا تقتصر خدمات المستشفى على سكان المدينة، إذ يستقبل مراجعين من القرى والبلدات في محيط عفرين، غالبيتهم من النازحين وذوي الدخل المحدود.
عدد كبير من المرضى
ماجد الأقرع وهو المدير الإداري لمستشفى “المحبة”، قال في حديثٍ لـ”السورية.نت”، إنّ “المستشفى كان يقدم خدماته على مدار اليوم، فضلاً عن أطباء مناوبين وقسم للإسعاف”.
ويستقبل المستشفى حوالي 6 آلاف مريض شهرياً، لمختلف الحالات الطبية والإسعافية والعيادات والعمليات، بحسب الأقرع.
وتتراوح أعداد العمليات التي يجريها المستشفى شهرياً، من 90 إلى 120 عملية قيصرية، وحالات الولادة الطبيعية من 150 إلى 200 حالة ولادة.
كما يضم الكادر حوالي 6 أطباء لقسمي الأطفال والنسائية، أما الأقسام هي: “قسم الحواضن، وجناح للأطفال لـ 17 مريضاً، وقسم استشفاء للسيدات يتسع لستة مرضى، وقسم عمليات قيصرية، وقسمي مخاض، وقسم إسعافي”.
انتهاء العقد
يوضح الأقرع، أنّ “عقد الدعم انتهت مدته في 25 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وهو مقدم من صندوق “قطر الخيرية”، بالتشارك مع منظمة “سورية للإغاثة والتنمية”.
ومع انتهاء مدة المنح “دخل المستشفى في العمل ضمن طاقة تطوعية، وحتى تاريخ اليوم لم يتجدد الدعم من المنظمات والجهات المانحة ما أدى إلى إغلاق المستشفى”.
ويضيف لـ”السورية.نت”:”عملنا ضمن إمكانياتنا اللوجستية والتجهيزية لمدة شهر واحد دون دعم، لكن لم نقدر على الاستمرار لأنّ المستشفى تحتاج دعماً لوجستياً مثل الديزل ومصاريف تشغيلية”.
وفي ختام حديثه، ناشد الأقرع بـ”ضرورة التحرك من الجهات المانحة لدعم المستشفى وباقي المستشفيات في المنطقة التي توقف الدعم عنها”.
18 مستشفى خارج الدعم
أوضح الطبيب مرام الشيخ، وزير الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، لـ”السورية.نت”، أنّ 18 مستشفى توقف الدعم والمنح الدولي عنها في منطقة شمالي غربي سورية مؤخراً.
ويعمل من المستشفيات حوالي 12 بجهود تطوعية، في حين 8 مستشفيات أغلقت أبوابها بشكل كامل، بحسب أرقام “وزارة الصحة”.
ويرجع ذات المتحدث، أسباب انقطاع الدعم، إلى “طول أمد الأزمة الإنسانية في سورية”، بحسب تلميحات “المانحين”، الأمر الذي “أرهق الجهات المانحة، وخاصةً مع ظهور سياقات إنسانية أخرى في دول متعددة تستدعي التدخل الإنساني”.
ويضيف: “هذه الأسباب إلى جانب استقرار الوضع السياسي في سورية، بدأت المنطقة في دخول مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وبالتالي لم تعد بحاجة المانحين كما قبل، بحسب تقدير الجهات المانحة”.
وكشف أنّ “مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (الأوتشا) لمّح بأن مهتمه في ملف شمالي غربي سورية شارفت على الانتهاء”.
القطاع الطبي يتأثر
يتحدث الدكتور مرام، عن مخاطر مترتبة على توقف الدعم عن المستشفيات، أبرزها ارتفاع كبير في نسبة إشغال الأجنحة، ووحدات العناية المشددة مع ضغط كبير على العيادات وغرف العمليات، ما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة من المجتمع ضد القطاع والكادر الصحي.
كما يشير إلى ارتفاع نسب البطالة بين العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وإداريين، وزيادة هجرة الكوادر خاصة الأطباء، إلى جانب زيادة عدوى انتانات المستشفيات واختلاطاتها بسبب الضغط المستمر على الأجنحة وغرف العمليات والعناية المشددة ووحدات غسيل الكلى.
وتعمل الجهات الطبية في الوقت الحالي على حملة مناصرة لجلب ممولين آخرين سواء من المانحين في القطاع الخاص أو المانحين الدوليين الرتبطين بنظام العمل الإنساني، بحسب مرام.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، عانى القطاع الطبي من تدهور كبير بعد وصول نسبة الإشغال لأكثر من 100 في المئة، بعد تفشي موجة “كورونا” الثانية في منطقة شمالي غربي سورية.
وما لبث أن تعافى القطاع جزئياً بعد انحسار حملة الإصابات بـ”كورونا” مؤخراً، حل انقطاع الدعم بثقله على القطاع الطبي.
“لا مكان لمصاب واحد”.. القطاع الطبي بالشمال ينازع مع ارتفاع إصابات “كورونا”