ظهر وزير الأوقاف في حكومة النظام، عبد الستار السيد، في مقابلة تلفزيونية، مساء أمس الثلاثاء، لتفسير المرسوم رقم “28” الصادر عن رئيس النظام، بشار الأسد، والقاضي بإلغاء منصب الإفتاء وإسناده للمجلس العلمي الفقهي متعدد المذاهب والطوائف.
وزعم السيد في حديثه لقناة “السورية” الرسمية، إن المرسوم رقم “28” هو جزء من عملية الإصلاح الواسعة التي تمت في الجانب الديني منذ سنوات، حسب تعبيره، مشيراً إلى أنه “أغلق النوافذ الطائفية التي كان أعداء الوطن يحاولون من خلالها تمرير المخططات التقسيمية و الفتنوية”.
وأضاف أن “توسيع صلاحيات المجلس العلمي الفقهي في الوزارة خطوة كبيرة جداً، فالقرآن الكريم أمر بالإصلاح دائماً (…) وبتوسيع صلاحيات المجلس نُقلت الفتوى الفردية إلى الجماعية، وبالتالي هي أكبر عملية إصلاح تتم في الجانب الديني”.
وكان المرسوم السابق قد أحدث جدلاً كبيراً في الأوساط الدينية السورية، كونه ألغى منصب المفتي العام المعمول به في البلاد منذ عقود، وأعطى صلاحياته إلى “المجلس العلمي الفقهي”، والذي تم تشكيله بموجب مرسوم في عام 2018.
منصب الإفتاء “بدعة”
واعتبر وزير أوقاف النظام، عبد الستار السيد، أن منصب المفتي العام لم يكن معروفاً لدى المسلمين الأوائل.
إذ قال، إن”منصب الإفتاء لم يكن معروفاً لدى المسلمين قبل الاحتلال العثماني، فهل كان المسلمون الأوائل والخلفاء الراشدون وأئمة المذاهب الفقهية جميعاً على خطأ والسلطان العثماني على صواب”.
وتابع: “لم يكن موجوداً في سورية شيء اسمه دار فتوى على الإطلاق، لا سابقاً ولا حالياً، وإنما كان منصب المفتي العام قبل إلغائه يتبع لوزارة الأوقاف ويتم اقتراح تسميته من قبل الوزير”.
وبحسب السيد فإن الحديث عن استقلالية الإفتاء هو فقط “للتشويش”، واصفاً الجدل الذي أحدثه المرسوم بأنه “هيستيريا من قبل أعداء الوطن”.
وحول مهام المجلس العلمي الفقهي، قال السيد إنها تتمثل بـ “إعداد البحوث العلمية الفقهية ومناقشة الاجتهادات التي تتعلق بالقضايا الدينية المعاصرة وتسهم في تحقيق التكامل بين المذاهب الفقهية، إضافة إلى تحديد المراجع والمؤلفات والتيارات والتوجهات التي تحمل الأفكار التكفيرية والمتطرفة المنحرفة”.
وأثارت هذه الخطوة الكثير من التساؤلات عن الهدف الذي يريده نظام الأسد من إلغاء منصب المفتي، وعما إذا كان هناك أي تداعيات مستقبلية على الهوية الدينية للبلاد.
يُشار إلى أن “المجلس الإسلامي السوري”، أعلن رفضه للمرسوم رقم “28”، وانتخب بعد ذلك بأيام قليلة، الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي “مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية”.