أجواء ساخنة بين إسرائيل و”حزب الله”.. استعداداً لـ “حرب محتملة”
خالد خليل- السورية .نت
بالتزامن مع استمرار مناورات “ورد الجليل” التي ينفذها الجيش الإسرائيلي لمحاكاة حرب في الجبهة الشمالية ضد “حزب الله” اللبناني، هدد الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، تل أبيب بـ “حرب لم تشهدها منذ عام 1984”.
تهديد نصر الله لإسرائيل جاء رداً على تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (آمان) عن قرب احتمال نشوب حرب بين الطرفين، إذ قال حسن نصر الله في كلمة له، أول أمس الثلاثاء، “أقول لرئيس الأركان الإسرائيلي إننا لا نبحث عن مواجهة وعن حرب، ولكن أي حرب مقبلة، ستواجه الجبهة الداخلية الإسرائيلية ما لم تعرفه منذ قيام إسرائيل”.
وتشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل توترات أمنية متزايدة وتصعيد، وسط تبادل للتهديدات وتنفيذ تدريبات عسكرية استعداداً لمواجهة محتملة من قبل الطرفين.
وبحسب التقرير السنوي للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (آمان)، الصادر في 9 فبراير/ شباط الجاري، فإنه لأول مرة منذ سنوات، تعتبر الجبهة الشمالية مع لبنان أكثر تفجراً من الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة، مضيفاً أن حزب الله يستعد “لأيام قتالية” مع الجيش الإسرائيلي كما يواصل مشروع تعزيز الأسلحة الدقيق بمساعدة من إيران.
وحول ذلك أشار حسن نصر الله إلى أنه “لا أحد يضمن ألا تتدحرج (الأيام القتالية) إلى حرب واسعة”، وفقاً لما نقلته قناة “المنار” المقربة من “حزب الله”.
مناورات “ورد الجليل”.. الدوافع والأهداف
بدأ الجيش الإسرائيلي، الأحد الماضي، مناورات “ورد الجليل” التي انتهت أمس الأربعاء، والهدف منها تعزيز الجاهزية القتالية على الجبهة الشمالية وتعزيز قدرات سلاح الجو في مواجهة أي سيناريو قتالي محتمل.
وجاءت المناورات الجوية بشكل مفاجئ بعد أسبوعين من تعرض طائرة إسرائيلية مسيرة فوق أجواء جنوب لبنان لصاروخ أطلقه عناصر “حزب الله”.
ونقل موقع “القناة N12” الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن قطاعات مختلفة من سلاح الجو شاركت في تدريبات تحاكي حرب محتملة مع لبنان، بما فيها استدعاء الاحتياط، مشيراً إلى أن كل ذلك حدث بشكل مفاجئ لاختبار جاهزية سلاح الجو وتحسين الجوانب الضعيفة فيه إن وجدت.
وأضاف المصدر العسكري أنه خلال التدريب تم تنفيذ أكثر من 60 ساعة تدريب، وتم خلالها ضرب 3 آلاف هدف في يوم واحد، الأمر الذي وصفه بأنه “تطور غير مسبوق بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي”.
وأوضح المصدر أن كل المهمات العسكرية خلال التدريب نُفذت بنجاح، بما فيها اختبار التفوق الجوي في الأجواء اللبنانية ضد احتمال تهديد إطلاق صواريخ “أرض-جو” الروسية والإيرانية التي تنتشر في سورية ولبنان، لافتاً إلى أن الهجوم ركز بشكل أساسي على جنوب لبنان المعقل الرئيسي لـ “حزب الله”.
كما أجريت تدريبات ضرورية للدفاعات الجوية، لحماية سماء إسرائيل من صواريخ كروز التي يملكها “حزب الله”. إضافة لتشغيل منظومات الدفاع الجوية النشطة ضد أي صواريخ قد تطلق باتجاه القواعد الجوية أو المناطق السكنية.
وتضمن التدريب توجيه مئات بطاقات الاستدعاء للاحتياط بشكل مفاجئ، وبحسب المصدر العسكري التحق 85% من المستدعين رغم الأوضاع التي تمر بها إسرائيل جراء أزمة كورونا.
وشارك في التدريبات أيضاً كل من شعبة الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية وشعبة التكنولوجيا والخدمات اللوجستية لتأمين ما يلزم.
واشنطن تدخل خط المناورات
بالتزامن مع مناورات “ورد الجليل”، يُجري سلاح الجو الإسرائيلي بالاشتراك مع الجيش الأميركي مناورات “جونيفر فالكون” (Juniper Falcon)، للتدريب على كيفية التعامل مع سيناريوهات تعرض إسرائيل لهجوم بصواريخ سواء كان مصدرها من قطاع غزة أو من لبنان أو سورية وحتى إيران.
وذكر الموقع الإلكتروني لقناة ” N12″ الإسرائيلية، أنه على الرغم من أزمة انتشار فيروس “كورونا” وتداعياتها، شاركت طواقم عسكرية إسرائيلية وأميركية في تدريب مشترك في إسرائيل وألمانيا، حيث تتواجد قواعد عسكرية أميركية هناك.
وأضاف الموقع أن الهدف الأساسي من مناورات “جونيفر فالكون” هو اختبار منظومات الدفاع الجوية في الجيشين الإسرائيلي والأميركي، على الرغم من الأجواء المشحونة بين تل أبيب وواشنطن مع استلام بايدن السلطة واختلافهما حول عدد من القضايا في المنطقة.
وتحاكي المناورات المشتركة سيناريوهات التصدي لإطلاق صواريخ كروز وصواريخ أرض-أرض، قد تُطلق على إسرائيل من غرب العراق واليمن، في إشارة إلى أن التدريب يأخذ بعين الاعتبار احتمال إقدام إيران على تنفيذ هجوم انتقامي للضربات الإسرائيلية التي تستهدف “الحرس الثوري” وميليشيات إيران في سورية، أو انتقاماً لاغتيال عالمها النووي محسن فخري زادة.
ونقل الموقع عن قائد منظومة الدفاع الجوي، العميد ران كوخاف، قوله إن منظومة الدفاع الجوي تخضع مؤخراً لتغيير جذري، أهمها تغيير الطريقة التي يتم بها نشر بطاريات “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” و”السهم” لتشمل كامل الأجواء الإسرائيلية.
وأضاف، لم نعد مضطرين لنقل هذه المنظومات من الشمال إلى الجنوب ومن ثم إعادتها وفق متطلبات المعركة فقد شملت التغطية الجوية كامل سماء إسرائيل.
وأشار ران كوخاف، من القدرات الجديدة التي تملكها منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية هي نظام الإنذار المبكر الذي يسمح بالتصدي لأي هجوم صاروخي محتمل أياً كان مصدر إطلاقه، خاصة إذا كانت صواريخ كروز يمكن أن تأتي من الشرق (غرب العراق) أو من الجنوب (اليمن).
“حرب سرية” في الجولان
في سياق متصل، كشف موقع “واللا” الإسرائيلي تفاصيل “الحرب السرية” التي تجري بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني في منطقة الجولان السوري.
وبحسب الموقع الإسرائيلي، يواصل “حزب الله” تحقيق هدفه في استنساخ تجربة جنوب لبنان في الجنوب السوري، لاتخاذه معقلاً إضافياً لشن هجمات ضد إسرائيل، يجنبه دفع الثمن في لبنان المرتبك.
وذكر موقع “واللا” أن “حزب الله” يقود خطة إيرانية جديدة في الجنوب السوري تعتمد على السرية أكثر والابتعاد عن الحدود الإسرائيلية قدر الإمكان، لتفادي الضربات الإسرائيلية المتكررة، الأمر الذي يسمح له مستقبلاً استيعاب عناصر الميليشيات الإيرانية في المنطقة.
كما تحدث الموقع الإسرائيلي عن التقنيات الحديثة التي تستخدمها إسرائيل في تعقب انتشار عناصر المليشيات الإيرانية في سورية لوضع “بنك أهداف” محكم ومتطور تداوم الطائرات الإسرائيلية على ضربها بشكل شبه أسبوعي.
وحمل تقرير الموقع عن الحرب السرية تلميحاً بتهديد مبطن لعناصر “حزب الله” الذين يديرون نشاطات الحزب في الجنوب السوري، حيث أورد التقرير اسم أبرز شخصيتين قياديتين هما “علي عساف” و “ذو الفقار”.
وذكر معد التقرير أن حسن نصر الله لا يزال يتوعد بالانتقام إثر اغتيال أحد عناصره في سورية، العام الماضي، مع العلم أنه لم يكن قيادياً بارزاً، متسائلاً كيف سيكون رد نصر الله إذا اغتالت إسرائيل واحداً من هاتين الشخصيتين البارزتين في الجنوب السوري.
وتجدر الإشارة إلى أن أول اشتباك حدث بين “حزب الله” وإسرائيل في الجنوب اللبناني يعود إلى تاريخ 1996 في عملية أطلق عليها الحزب اسم “حرب نيسان” بينما أطلق عليها الإسرائيليون اسم “عناقيد الغضب”، وفي صيف عام 2000 انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان في قرار أحادي الجانب.
وأبرز حرب بين الطرفين كانت عام 2006، أو ما يعرف بحرب تموز أو “حرب لبنان الثانية” كما تسميها تل أبيب، والتي استمرت أكثر من شهر وأوقعت ضحايا مدنيين وخسائر مادية.