انتقدت منظمات مجتمع مدني، حقوقية وإعلامية وإنسانية وغيرها، ما سُمي بـ” مؤتمر اللاجئين”، المقرر عقده في دمشق برعاية نظام الأسد وروسيا، غداً الأربعاء وبعد غد الخميس، معتبرةً أنه “رغم كل الإجرام والوحشية التي مارستها روسيا لمحاولة إنقاذ نظام الأسد، تدعو اليوم وبمنتهى الوقاحة لعقد مؤتمر للاجئين متناسية منع نظام الأسد للسوريين من دخول مناطقهم والعودة لبيوتهم”.
جاء ذلك في بيان تم توقيعه من قبل 40 منظمة وهيئة ومجلس ونقابة، تمثل شرائح واسعة من المجتمع السوري في الداخل والخارج، وقالت إن “#العودة_ تبدأ برحيل الأسد”.
وقال البيان الذي وصل لـ”السورية نت” نسخة عنه، إن روسيا تحاول بشكل متكرر “إعادة تعويم نظام الأسد القاتل ومنحه شرعية وهمية عبر خطوات عدة أثبتت جميعها الفشل، يضاف إليها مساعيه اليوم في الدعوة لعقد مؤتمر للاجئين للإيحاء بتوفر بيئة آمنة ومستقرة في سورية تسمح بعودتهم، متجاهلاً أن روسيا نفسها وما مارسته طيلة خمس سنوات من قتل وإجرام وتهجير ممنهج (…) كانت السبب الأبرز والمباشر في حصول أكبر موجة نزوح داخلي وتهجير خارجي في التاريخ الحديث”.
وأضاف البيان أن “النظام الروسي المحتل تجاهل الكارثة الاقتصادية الكبرى في سورية، في ظل فشل نظام بشار الأسد وعجزه عن تأمين أبسط احتياجات السوريين وإصراره على التمسك بحكم سورية ونهب خيراتها”.
واعتبر أنه “رغم كل الإجرام والوحشية التي مارستها روسيا لمحاولة إنقاذ نظام الأسد، تدعو اليوم وبمنتهى الوقاحة لعقد مؤتمر للاجئين متناسية منع نظام الأسد للسوريين من دخول مناطقهم والعودة لبيوتهم بعد أن هجرهم منها ومصادرتها بموجب قوانين وتشريعات باطلة”، و أن روسيا تحاول تصوير الوضع في سورية و”كأن الحرب انتهت، متجاهلة ان أساس المشكلة هو نظام بشار الأسد وأجهزته الأمنية القمعية والدعم الروسي اللامحدود له”.
واشترط الموقعون على البيان، أن عودة اللاجئين لن تكون “إلا بتغيير نظام الحكم الاستبدادي فيها، وانتقال السلطة إلى نظام شرعي منتخب يضمن الحريات والحقوق لكل السوريين والبيئة الآمنة والمستقرة كما نصت على ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي وبضمانات أممية واضحة وصارمة”.
وأكدوا رفضهم القاطع لعقد المؤتمر وأي مقررات تخرج عنه، شاكرين كل الدول التي رفضت حضور هذا المؤتمر وتمسكها ببيان “جنيف1” والقرار 2254، كمرجعية للحل السياسي في سورية.
ووقع على البيان، كل من: المنتدى السوري، ووحدة المجالس المحلية، واتحاد الهيئات السياسية للمحافظات السورية، واتحاد تنسيقيات السوريين حول العالم، والفعاليات الثورية في حماة، ورابطة المحامين السوريين الأحرار، وحراك مارع الثوري، والحراك الشعبي للثورة السورية في التح، وهيئة القانونيين السوريين، ونقابة محامي حماة الأحرار، واتحاد الإعلاميين السوريين، والحراك الثوري لريف حلب الشرقي، والمجلس الثوري العام لمحافظة إدلب، والحراك الشعبي للثورة السورية، واتحاد إعلاميي حلب وريفها، والهيئة السياسية لمحافظة الحسكة، واللجنة الأولمبية الوطنية السورية، والهيئة العامة لحماية حقوق الثورة.
كذلك شارك في البيان: تجمع شباب الثورة، وتجمع بناء سورية، وتنسيقيات الثورة السورية للحراك الشعبي، وتجمع سورية أولا، وتجمع احرار حوران، وتجمع سحابة وطن، وتجمع احرار بلا حدود، وجمعية البيت السوري، وحزب الوطن الديمقراطي السوري، ورابطة مهجري رابطة حمص، ورابطة اللاجئين السوريين، ورابطة مهجري سورية في منطقة الباب، وفريق فاستجبنا لهم، وكتلة العمل الوطني، ومجموعة هذه حياتي التطوعية، ومنتدى الإعلاميين السوريين، ومنظمة أرشيف الثورة السورية، ومركز مقاربات للتنمية السياسية، ومؤسسة شباب التغيير، ومجلس ثوار حلب، ومنظمة السلام لفض النزاعات والسلم الأهلي، ونشطاء منطقة خان شيخون، وهيئة الحراك الثوري السوري.
الاتحاد الأوروبي يقاطع
وتنظم روسيا وحكومة الأسد، المؤتمر في دمشق، يومي 11 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، وسيناقش “تسهيل عودة” اللاجئين السوريين إلى بلدهم، حسب رواية روسيا ونظام الأسد.
وكان رئيس النظام، بشار الأسد، أجرى لقاءً عبر تقنية الفيديو مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، تحدثا خلاله عن التحضير للمؤتمر.
وظهر رئيس النظام بموقف المستجدي من نظيره الروسي، من أجل ما سماه “كسر العقبات” التي تعرقل عودة اللاجئين، على رأسها حسب قوله العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على نظامه.
وليست المرة الأولى التي تحاول فيها روسيا العمل على ملف اللاجئين السوريين، من خلال محادثات مع الدول المجاورة، إلا أن كل المحاولات لاقت رفضاً قاطعاً من المجتمع الدولي والدول الكبرى الفاعلة في سزرية.
وبدأ النظام السوري عبر إعلامه الرسمي والموالي الترويج للمؤتمر، إذ ذكرت صحيفة “الوطن” الموالية أن 27 دولة و12 منظمة دولية غير حكومية سيشاركون في المؤتمر، كما تشارك الأمم المتحدة بصفة مراقب.
لكن معاون وزير الخارجية في حكومة الأسد، أيمن سوسان، كشف عن قائمة الدول المشاركة بمؤتمر اللاجئين في دمشق، يومي 11 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.
وقال سوسان في مقابلة له مع قناة “الإخبارية السورية” إن روسيا والصين وإيران ولبنان والإمارات وسلطنة عُمان وباكستان، ستكون من ضمن الدول التي عبرت عن رغبتها بالمشاركة في المؤتمر، الذي يرعاه نظام الأسد وروسيا.
وقبل انعقاده بساعات قوبل المؤتمر برفض واسع من قبل دول كثيرة، إذ أكد الاتحاد الأوروبي عدم مشاركة الدول الأعضاء بمؤتمر اللاجئين في دمشق، وجاء ذلك على لسان الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الاتحاد، جوزيب بوريل.
وقال بوريل، إن وزراء خارجية عدد من دول الاتحاد، وهو نفسه، تلقوا دعوة للمشاركة في المؤتمر المنعقد في دمشق، إلا أنهم لن يشاركوا.