أردوغان “لن ينسى” حادثة المسيّرة.. ما تبعات إسقاطها في سورية؟
تزايدت جرعة الانتقادات من جانب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الأيام الماضية، ورغم أن هذه اللهجة ليس جديدة جاء إطلاقها مجدداً بعد حادثة إسقاط “الطائرة المسيّرة” في شمال سورية.
وذكرت وسائل إعلام تركية، اليوم الاثنين، أن أردوغان “الغاضب” من حادثة الإسقاط على يد الجيش الأمريكي قد يتخذ “قراراً جديداً”، لا يتعلق بسورية فحسب، بل بقضية “عضوية السويد” في حلف “الناتو”.
وأوضح الكاتب المقربة من الحكومة، عبد القادر سيلفي أن الرئيس التركي “لم يلتزم الصمت بعد أن أسقطت أمريكا الطائرة المسيرة في شمال سورية”.
وأشار إلى أنه قال في خطابه أمام مجموعة حزب العدالة والتنمية: “لا ينبغي لأحد أن يشك في أننا في هذا الصراع سنرد في نهاية المطاف على أولئك الذين يؤذوننا من خلال الوقوف إلى جانب الإرهابيين”.
وتم تفسير بيان أردوغان على أنه “لم ننس الطائرة بدون طيار وستظل الحادثة في الذاكرة”.
واعتبر الكاتب سيلفي أن الحادثة قد تنعكس على المسار بين أنقرة وواشنطن، والمتعلق بقبول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
كما اعتقد في مقالته التي نشرت على صحيفة “حرييت” أن ضربة الطائرة بدون طيار قد تلقي بظلال مشابهة، لتضرب في المقابل “عضوية السويد”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد أعلن، الأسبوع الماضي، انتهاء المرحلة الأولى من العملية العسكرية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال شرق سورية، واعداً بمواصلة تنفيذ العمليات.
وقال في كلمة ألقاها عقب اجتماع مجلس الوزراء الرئاسي في أنقرة إن العملية استهدفت “فقط أعضاء التنظيم الإرهابي والمنشآت التي يستخدمها الإرهابيون ومصادر الدخل وقدرات الإرهاب”.
“مسجلة في الذاكرة”
كما تحدث أردوغان عما أسماها “المشكلة الأكبر” في العمليات التركية ضد “حزب العمال” في شرق سورية، وهي وجود الولايات المتحدة الأمريكية التي وصفها بـ”الحليف”.
وأكد أن تركيا طلبت من الدول المتواجدة في المنطقة “إبقاء عناصرها العسكرية والاستخباراتية بعيدة عن الإرهابيين، حتى لا يتعرضوا للأذى في عملياتنا”.
وشدد على أن أنقرة وجهت تحذيرات على مستوى وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والاستخبارات التركية لهذه الدول قبل تنفيذ العملية.
وأشار إلى أن العملية التركية نفذت بـ “حساسية كبيرة دون الإضرار بأي أحد باستثناء الإرهابيين”.
وتطرق الرئيس التركي إلى المسيرة التركية التي تم إسقاطها من قبل القوات الأمريكية شمال شرقي سورية.
ووصف أردوغان ذلك بأنه “حادث غير سار”، مؤكداً أن “هذه الحادثة مسجلة في ذاكرتنا الوطنية، وعندما يحين الوقت المناسب سيتم بالتأكيد القيام بما يلزم”.
ووفق ما ذكر الكاتب سيلفي “لن تتراجع تركيا عن عملياتها ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في سورية”، وأن المرحلة المقبلة ستشهد “ضربات حسب الحاجة”.
وأضاف أن تمديد حالة الطوارئ الأمريكية المتعلقة بسورية لمدة عام آخر “مثير للقلق ويكشف عن ازدواجية المعايير”.