أردوغان والمخدرات.. شروط ورسائل في “الحوار العربي” الأول للأسد
في أول مقابلة مع قناة عربية، تحدث رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عن شروط ورسائل فيما يتعلق بالمبادرة العربية ومكافحة المخدرات، والتطبيع مع تركيا ولقاء أردوغان.
وأجرت قناة “سكاي نيوز” العربية أمس الأربعاء، مقابلة مع الأسد كرر فيها مسؤولية ما وصفه “الإرهاب” عن تدمير سورية، إضافة إلى عدم وجود مطالب داخلية برحيله، حسب تعبيره.
علاقة “شكلية” مع العرب
وتحدث الأسد عن عودة نظامه إلى الجامعة العربية ومستقبل العلاقة مع الدول التي تقود “المبادرة” لحل الملف السوري.
واعتبر الأسد أن العودة إلى الجامعة العربية “شكلية” في حال عدم وجود حلول للمشاكل.
وقال إن “العلاقات العربية- العربية، هي علاقات شكلية، لماذا؟ لسبب بسيط (..) لا نطرح حلولاً عملية ولا نطرح أفكاراً عملية لأي شيء، نحب الخطابات والبيانات واللقاءات الشكلية، هذه طبيعة العلاقة”.
وأضاف أن “عودة سورية هل ستكون شكلية أم غيرها يعتمد على طبيعة العلاقات العربية – العربية. هل تغيرت؟ لا أعتقد (..) طالما أنه لا توجد حلول للمشاكل فإذاً العلاقة ستبقى شكلية”.
وهاجم الأسد الجامعة العربية واعتبر أنها “لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي”، وأن العلاقات عبر الجامعة “ضعيفة”.
ومنذ ثلاثة أشهر يقود الأردن، إلى جانب السعودية ومصر وعدد من الدول، مبادرة عربية لحل الملف السوري وفق مبدأ “خطوة مقابل خطوة”.
ومن ضمن الخطوات التي يجب على النظام القيام بها محاربة الكبتاغون والعمل على عودة اللاجئين واستئناف اجتماعات اللجنة الدستورية.
إلا أن مؤشرات ظهرت خلال الأيام الماضية أعطت انطباعاً بأن المبادرة العربية لحل الملف السوري “تعثرت”.
وأشارت تقارير إلى أن الرهان على التزام نظام الأسد بقرارات الجامعة العربية وفق مبدأ “خطوة مقابل خطوة” قد “فشل”.
هجوم على تركيا
وهاجم الأسد في حواره تركيا، في ظل المساعي الروسية للتطبيع بين النظام وتركيا وعقد لقاء بين الأسد وأردوغان.
وقال الأسد إن “الإرهاب الموجود في سورية هو صناعة تركية، جبهة النصرة، أحرار الشام هي تسميات مختلفة لجهة واحدة كلها صناعة تركية، وتموَّل حتى هذه اللحظة من تركيا”.
ورفض الأسد مقابلة أردوغان “دون شروط مسبقة”، وأبرزها انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وأضاف أن “كلمة من دون شروط مسبقة للقاء يعني من دون جدول أعمال، من دون جدول أعمال يعني من دون تحضير، من دون تحضير يعني من دون نتائج”.
مردفاً: “فلماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! لكي نشرب المرطبات مثلاً”.
وحدد الأسد شرطاً للقاء وهو الانسحاب من الأراضي السورية، معتبراً أن “هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سورية”.
وأكد أنه “لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان”.
وكانت عملية “بناء الحوار” بين أنقرة والنظام السوري قد توقفت عند نقطة إعداد “الخارطة”، وتضاربت الأولويات بشأن مسألة “انسحاب القوات التركية من سورية”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال في مؤتمر صحفي الشهر الماضي، “للأسف الأسد يطالب بخروج تركيا من شمال سورية”.
وأردف: “لا يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء لأننا نكافح الإرهاب هناك”.
مضيفاً “لسنا منغلقين إزاء اللقاء مع الأسد، ويمكن أن نلتقي، لكن المهم هو كيفية مقاربة (دمشق) تجاه مواقفنا”.
مكافحة المخدرات
وحول قضية تهريب المخدرات، التي تعتبرها الدول العربية أبرز المسائل الواجب حلها، وجه الأسد رسالة مبطنة بأن من يتحمل مسؤوليتها الدول التي ساهمت في خلق الفوضى، على حد تعبيره.
وقال إن “تجارة المخدرات كعبور وكاستيطان هي موجودة لم تتوقف، هذه حقيقة، ولكن عندما يكون هناك حرب وضعف للدولة، فلا بد أن تزدهر هذه التجارة”.
وأضاف “من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سورية وليست الدولة السورية”.
وأكد الأسد أنه ناقش موضوع المخدرات مع مسؤول عربي زار سورية في الأسابيع الماضية.
معتبراً أنه “لدينا مصلحة مشتركة معهم في القضاء على هذه الظاهرة”.
كما اعتبر أن من يقوم بتجارة المخدرات “عصابات” تعمل بشكل سري وتأتي من أقصى الغرب والشرق وتمر بشكل سري.
وأشار إلى أن هذه العصابات “تتعامل مع أشخاص عن طريق الرشوة، فلا يمكن لها أن تتعامل مع دولة لأنها تصبح تجارة معلنة وليست سرية”.
وكان بيان عمّان أكد على تشكيل لجنة ثلاثة بين الأردن وسورية والعراق من أجل مكافحة تهريب الكبتاغون.
إلا أن تهريب المخدرات لا يزال مستمراً، إذ تعلن عمّان والرياض بشكل شبه متكرر ضبط شحنات حبوب “كبتاغون” وأسلحة على الحدود السورية، ومعبر الحديثة بين الأردن والسعودية.
عودة اللاجئين
وحول عودة اللاجئين ربط الأسد بين عودتهم وبين إعادة الإعمار، معتبراً أن كثيراً من اللاجئين يريدون العودة لكن تدمير البنى التحتية تمنعهم من ذلك، حسب وصفه.
وقال إن “معظم اللاجئين الذين نتواصل معهم، يرغبون بالعودة ولكن يقولون كيف نحيا كيف نعيش؟”
وأضاف “كيف يمكن للاجئ أن يعود دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة”.
ونفى الأسد اعتقال أي لاجئ عائد، واعتبر أنه “خلال السنوات الماضية عاد إلى سورية أقل من نصف مليون بقليل ولم يسجن أي شخص من بينهم”.
وصدرت خلال الأشهر الماضية تقارير من قبل منظمات حقوقية حول اعتقال نظام الأسد عدد من اللاجئين بعد عودتهم لسورية.
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أكدت مقتل الشاب محمد عبد الرحمن مجو، من أبناء حي خان العسل جنوب حلب تحت التعذيب.
وقالت الشبكة إن مجو عمل إجراء تسوية لوضعه الأمني وعاد إلى مكان إقامته في حلب، لكن الأمن العسكري التابع للنظام اعتقله من منزله، قبل أن تعلم عائلته مقتله تحت التعذيب.