أزمة حدود بولندا..مخيمات مؤقتة تأوي مهاجرين ومخاوف من تحولها لدائمة
لا تزال أزمة الحدود بين بيلاروسيا وبولندا قائمة إلى اليوم، مع تمسك بولندا بموقفها الرافض لاستقبال طالبي اللجوء العالقين على الحدود بين البلدين منذ أيام، وسط ظروف مناخية قاسية.
وفيما أعلنت بيلاروسيا إنشائها مراكز لوجستية ومخيمات مؤقتة لإيواء طالبي اللجوء وتقديم الطعام والشراب لهم، تسود مخاوف من تحول تلك المراكز لمخيمات دائمة، في ظل عدم تبلور صورة لحلها.
وذكرت وكالة أنباء بيلاروسيا، اليوم الأربعاء، أن رئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو، أصدر تعليمات لحاكم مقاطعة غرودنو الحدودية مع بولندا، أمس الثلاثاء، بفتح مركز إيواء “مؤقت” مهمته تقديم فرشات وملابس ووجبات طعام للعالقين على الحدود.
وأشارت إلى أن المركز يضم حوالي 1000 شخص حتى الآن، بينهم نساء وأطفال، وتم تركيب مراحيض محمولة داخله إلى جانب حاويات للنفايات، بالتعاون مع منظمة “الصليب الأحمر”.
إلى جانب ذلك، أعلنت بولندا عن محاولة جديدة لاقتحام حدودها من قبل طالبي اللجوء العالقين، متهمةً بيلاروسيا بدفع المهاجرين إلى داخل الحدود لزعزعة الاستقرار في دول الاتحاد الأوروبي.
وذكرت وكالات أنباء دولية، أن حرس الحدود البولندي استخدم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لإجبار طالبي اللجوء على التراجع خارج حدود بولندا.
فيما أعلنت وزارة الدفاع البولندية عن قيام بعض اللاجئين برمي القوات البولندية بالحجارة واستخدام الأطفال في الواجهة، ووصفتهم بـ “العدوانيين”، مشيرةً إلى أن أحد جنودها أصيب بجروح ليست خطيرة.
More recordings of the migrant attack repulsed today at the border crossing in # Kuźnica. The attackers were mostly young, aggressive men. https://t.co/lrTISx6Coa
— Poland MOD 🇵🇱 (@Poland_MOD) November 16, 2021
وفاة طالب لجوء سوري
تزامناً مع ذلك، توفي الشاب السوري أحمد الحسن (19 عاماً)، أثناء محاولته عبور نهر حدودي بين بيلاروسيا وبولندا، متجمداً من البرد.
وينحدر الحسن من محافظة حمص السورية، وكان يقيم في مخيم للاجئين في الأردن، الذي تركه بحثاً عن حياة أفضل في إحدى دول الاتحاد الأوروبي.
وذكر موقع “مهاجر نيوز” المتخصص بأخبار اللاجئين أن جثة الشاب السوري دُفنت في مقبرة مخصصة للجالية المسلمة على الضفة البولندية من النهر، بعد الصلاة عليها في مسجد بقرية بوهونيكي شمال شرقي بولندا.
كافأته بلاد اللجوء بنعش وقبر.. ربما لم يكن ليحصل عليها في بلد خان حتى فلذات كبده
أحمد الحسن (19 عاما) شاب #سوري وجدته سلطات #بولندا جثة هامدة في الأحراش المتجمدة على حدود #بيلاروسيا .. قصة موجعة صور وجواز سفر 👇👇https://t.co/75aqfv9ZHd
— BASSEL AZZAM (@BASELAZZAM1) November 16, 2021
ويصل عدد طالبي اللجوء العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا إلى أربعة آلاف شخص حالياً، بينهم نساء وأطفال، فيما توفي 11 شخصاً منهم منذ بداية الأزمة، في أثناء محاولتهم دخول الأراضي البولندية.
وكان الاتحاد الأوروبي وسع العقوبات المفروضية على بيلاروسيا، الاثنين الماضي، على خلفية الأزمة السابقة، وطالت العقوبات شركات طيران ووكلاء سفر وشخصيات متهمة بجلب طالبي اللجوء إلى الحدود البولندية.