أسعار مواد التدفئة تلتهب في إدلب..شتاء قاسٍٍ على السكان
يضاعف ارتفاع أسعار مواد التدفئة في منطقة شمالي غربي سورية، أزمات السكان المعيشية في محافظة إدلب، مع اقتراب فصل الشتاء.
وسجّلت أسعار مواد التدفئة بأنواعها المتعددة، ارتفاعاً قياساً خلال الأيام القليلة الماضية، لتتجاوز ضعف أسعار الشتاء الماضي، الأمر الذي يحول من قدرة الأهالي على تأمينها.
وتتزامن أزمة مواد التدفئة، مع تراجع ملحوظ لنشاط المنظمات الإنسانية في هذا الحقل، وفقاً لما تحدّث به، قاطنون في مخيمات إدلب.
“التدفئة من الرفاهيات”
يقول أبو إبراهيم، القاطن في مخيم “بسمة وداع” قرب حزانو شمالي إدلب لـ”السورية.نت”، إنّ “تأمين مواد التدفئة في الوقت الحالي هو خارج تفكيرنا وتدبيرنا في ظل ارتفاع الأسعار بهذا الشكل”.
ويضيف: “نحن بشق الأنفس لنؤمن مستلزماتنا الحياتية الأساسية.”.
ويلفت أبو إبراهيم، إلى “اعتماده التقنين في استعمال مواد التدفئة التي تلقاها من فريق إنساني خلال العام الماضي، حتى تمكن من تجاوز أزمة الشتاء السنوية”
بينما يوضح أبو أحمد، المهجّر من قرية “حوير العيس” جنوبي حلب، أنّ “تراجع دخلي جعلني أبحث عن لقمة العيش..أما تأمين مواد التدفئة فهو من الكماليات والرفاهيات”.
ويقول خلال حديثه لـ”السورية.نت”: “كنت مزارعاً في قريتي أؤمن مصروف عائلتي وكامل احتياجاتها، أما اليوم بعد أن خسرت أرضي، كيف أعيش وأشتري الحطب؟”.
ومع ندرة فرص العمل وتراجع دخل الفرد في مخيمات النازحين، يعتمد سكانها بنسبة مرتفعة على مساعدات المنظمات الإنسانية في تأمين مواد التدفئة.
ويجمِع سكان المخيم، على عدم تلقيهم أية مساعدات أو استبيانات من منظمات إنسانية بهدف الدعم لتأمين مواد التدفئة.
ولا تقتصر معاناة قاطني الخيام، على أبواب الشتاء، وفقاً لأبو محمد وأبو إبراهيم، على تأمين مواد التدفئة فحسب، إنما تشمل الخيام والعوازل، التي لا تقيهم حراً ولا برداً.
ويضيف أبو محمد خلال حديثه لـ”السورية.نت”، إن “خيمتي منذ ثلاث سنوات على حالها..كنا بانتظار منظمة إنسانية لاستبدالها، لكن الشتاء حان وقته، دون أي تحرك بهذذذا الخصوص”.
بينما يشدد أبو إبراهيم، المنحدر أيضاً من قرية “حوير العيس” جنوبي إدلب، على أهمية “توفير مشاريع عوازل وأغطية وألبسة شتوية لمواجهة الشتاء القاسي”، على حدّ تعبيره.
“برود في الأسواق”
يشتكي تجار وباعة مواد التدفئة، من “كساد في المواد وبرود في الأسواق مع تراجع الإقبال على الشراء”.
أبو عمر، بائع حطب قرب أوتستراد باب الهوى ـ إدلب، يقول لـ”السورية.نت”، إنّ “كساد المواد مردّه إلى ارتفاع الأسعار بشكل لافت هذا العام.. الذي امتدّ منذ أشهر الصيف وتزايد مع اقتراب الشتاء”.
وسجّل طنّ حطب “الزيتون” حوالي 160 دولاراً أمريكياً، بينما حطب “الرمّان”، حوالي 110 دولارات، وقشر الفستق الحلبي نوع “تركي” حوالي 270 دولاراً، وقشر البندق 250 دولاراً، والبيرين 180 دولاراً، والفحم الحجري 100 دولار.
يشير أبو عمر، إلى أنّ “كساد المواد يرتب عليه خسائر، وخاصةً في مادة الحطب التي تتناقص كمياتها مع تعرّضها لأشعة الشمس”.
وتمتد أزمة مواد التدفئة، لتطال عمّال المياومة، العاملين في ورش تقطيع الحطب وتحميله، إذ أثّر تراجع الإقبال على شرائها على متوسط دخلهم اليومي.
خلف العلي مهجّر من ريف حماة، ويعمل في ورشة لتقطيع الحطب قرب بلدة “سيجر” غربي إدلب، يقول لـ”السورية.نت”، إن دخله اليومي “يتراوح من 20 إلى 30 ليرة تركية بسبب تراجع شراء الحطب بشكل لافت هذا العام”.
ويضيف: “كنا نحمّل باليوم حوالي 15 طناً من الحطب، بينما اليوم لا تصل الكمية إلى طنين اثنين”.