لاقت خطوة انتخاب الشيخ أسامة الرفاعي “مفتياً عاماً لسورية” أصداءً إيجابية في الشمال السوري.
وفي وقت اعتبرها أكاديميون تحدثوا لـ”السورية.نت” “قراراً صائباً” أيدهم بذلك نشطاء إعلاميين.
وقبل أيام كان “المجلس الإسلامي السوري” قد أعلن انتخاب الرفاعي “مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية”، وذلك بعد أيام من مرسوم أصدره رأس النظام السوري، بشار الأسد.
وكان مرسوم الأسد قد أعطى صلاحيات المفتي العام لسورية إلى “المجلس العلمي الفقهي”، والذي شكّله بموجب مرسوم في عام 2018.
وأثارت هذه الخطوة الكثير من التساؤلات عن الهدف الذي يريده نظام الأسد من إلغاء منصب المفتي، وعما إذا كان هناك أي تداعيات مستقبلية على الهوية الدينية للبلاد.
“مؤسسات المعارضة ترحّب”
في اليومين الماضيين رحبّت مؤسسات المعارضة السورية والفصائل العسكرية التابعة لها بالخطوة التي أقدم عليها “المجلس الإسلامي السوري”.
ومن بين المؤسسات “الحكومة السورية المؤقتة” و”الائتلاف الوطني السوري”، أما الفصائل فهي “غرفة القيادة الموحدة – عزم”، “الجبهة السورية للتحرير”، والتي يتركز نشاطها العسكري في مناطق ريف حلب الشمالي.
في المقابل لم يصدر أي تعليق أو موقف من جانب “هيئة تحرير الشام”، والتي تعتبر الطرف الأبرز الذي يسيطر على محافظة إدلب في شمال غربي البلاد.
واعتبرت “الحكومة المؤقتة” في بيان لها أن خطوة إلغاء منصب المفتي من قبل النظام “جزء من الاستهداف الممنهج للأكثرية السنية والتي تعبر عن هوية سورية الحضارية”.
وأضافت: “نثمن ونبارك الخطوة التي اتخذها المجلس الإسلامي السوري، ونؤكد على أهمية هذه الخطوة ودلالتها الرمزية”.
من جهته أبدى القيادي في “الجبهة السورية للتحرير”، مصطفى سيجري عبر “تويتر” ترحيباً بانتخاب الرفاعي، وإلى جانبه تفاعل قادة عسكريون آخرون ضمن ذات الموقف، معظمهم في مناطق ريف حلب الشمالي.
“جاءت متأخرة”
في غضون ذلك يقول الدكتور أحمد الطويل، عميد كليتي الإعلام والعلوم السياسية في “جامعة حلب في المناطق المحررة” إن رد المجلس الإسلامي بانتخاب الرفاعي “لم يتأخر”.
وأبدى الطويل في حديث لـ”السورية.نت” تأييده لهذه الخطوة، كون الشيخ الرفاعي “يتمتع بمؤهلات علمية وأخلاقية وثورية، بينما المجلس الإسلامي يعتبر المرجعية الممثلة للعلم والعلماء”.
من جانبه اعتبر الدكتور رياض وتّار، وهو نائب رئيس جامعة الشمال الخاصة في إدلب أن “إلغاء منصب المفتي العام، يدل على حالة تخبّط وفقدان التوازن لدى النظام داخلياً وخارجياً”.
ويقول وتار لـ”السورية.نت”: “قرار تعيين الشيخ الرفاعي مفتياً عاماً بديلاً عن مفتي النظام هو بلا شك قرار صائب ينطلق مما لهذا المنصب من أهمية ومكانة دينية عند المسلمين كافّة”.
وبينما يؤيد محمد فاتح علولو وهو مدير مدرسة في إدلب خطوة انتخاب الرفاعي في منصب المفتي العام، يشير الناشط الإعلامي، عبد الكريم العمر إلى أنها خطوة صحيحة لكنها جاءت متأخرة.
وأعرب العمر خلال حديثه لـ”السورية.نت”، أن “تحذو المعارضة السورية، على خطى المجلس الإسلامي السوري، بأن تشكل نوعاً من التوافق في تشكيل جبهة أو مجلس رئاسي أو كتلة وطنية تكون مرآة للسوريين وواجهتهم السياسية والتفاوضية والثورية أمام الناس وأمام العالم”.