لاقت زيارة رأس النظام السوري، بشار الأسد إلى الإمارات مواقف حادة عبّر عنها مسؤولون بريطانيون وألمان، في تطورات لافتة من القارة الأوروبية.
ونقلت مجلة “ذا أثليتيك” الرياضية عن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الاثنين، قوله إن “المملكة المتحدة تعتقد اعتقاداً راسخاً بأنه – في غياب تغيير في سلوك النظام السوري – فإن تعزيز العلاقات (مع النظام) يقوض احتمال تحقيق سلام دائم وشامل في سورية”.
بينما أضاف النائب العمالي البريطاني، كريس براينت أن “هناك شكل من أشكال القتل الهمجي المستمر الذي يجري في سورية، ويديره الأسد، والآن يفعل بوتين الشيء نفسه بالضبط في حرب عدوانية همجية ضد أوكرانيا البريئة ذات السيادة”.
وانتقد براينت نائب رئيس وزراء الإمارات، ومالك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، منصور بن زايد، متسائلاً عما إذا كان الأخير “شخصاً لائقاً ومناسباً لامتلاك ناد لكرة القدم”.
ويأتي ذلك في الوقت قال فيه وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إن “بشار الأسد في رأيي مجرم”.
وأضاف هابيك بعد وصوله إلى الإمارات اليوم الاثنين، وفق وكالة “رويترز” أن “الصراع السوري معقد، والمحادثات الدبلوماسية التي تجريها الدول العربية معقدة أيضاً، وسأتناول كيف ترى ألمانيا الأسد”.
وكانت الخارجية الأمريكية قد عبرّت في بيان السبت عن “خيبة أمل عميقة ومقلقة من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية على بشار الأسد، الذي يظل مسؤولاً عن مقتل ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين”.
وأضاف المتحدث باسمها، نيد برايس: “نحث الدول التي تفكر في التعامل مع نظام الأسد على أن تتذكر بعناية الفظائع المروعة التي فرضها النظام على السوريين على مدار العقد الماضي”.
بدوره قال “الائتلاف الوطني السوري” المعارض في بيان إن استقبال الإمارات رئيس النظام “يعدّ سابقة خطيرة وخروجاً عن قرارات الجامعة العربية، وخرقاً للعقوبات الدولية، ومكافأة لبشار الأسد على جرائمه، واستخفافاً بدماء مليون شهيد سوري”.
وتعد زيارة الأسد إلى الإمارات، والتي حصلت ليلة الجمعة، الأولى له لدولة عربية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، ورافقه فيها وزير خارجيته، فيصل المقداد، ووزير شؤون رئاسة الجمهورية، منصور عزام، ونائب وزير الخارجية والمغتربين، بشار الجعفري.
والتقى هؤلاء مجموعة من المسؤولين الإماراتيين، على رأسهم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وحاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم.
ولم يسبق وأن تم التمهيد لهذه الزيارة خلال الأسابيع الماضية، بينما سبقتها عدة تحركات أقدمت عليها أبو ظبي، وصبت في مجملها في سياق عملية إعادة تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد.