زار أعضاء من منظمات المجتمع المدني السوري العاصمة الأوكرانية كييف، والتقوا بعدد من المسؤولين، من بينهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وجاءت الزيارة بالتزامن مع الذكرى العاشرة للهجمات الكيميائية التي نفذتها قوات النظام السوري عام 2013 على الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وحضر أعضاء “المجتمع المدني” سلسلة من الاجتماعات الرسمية مع مسؤولين رفيعي المستوى وقياديين من المجتمع المدني الأوكراني.
واختتموا زيارتهم بالمشاركة في القمة الثالثة لمنصة القرم، والحديث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حسب ما جاء في بيان مشترك نشر، اليوم السبت.
ومن بين الأعضاء الذين زاروا كييف رائد الصالح مدير “الدفاع المدني السوري”، إبراهيم علبي (رئيس الوفد)، وهو رئيس مجلس إدارة البرنامج السوري للتطوير القانوني وعضو مجلس إدارة مدنية والمجلس السوري البريطاني.
بالإضافة إلى زكي لبابيدي رئيس العلاقات الدولية في المجلس السوري الأميركي، وآخرين.
ماذا جرى في الزيارة؟
وحول الزيارة، قال رائد الصالح إن “روسيا دأبت منذ تدخلها في سورية لدعم نظام الأسد، على استهداف البنى التحتية والعاملين في المجال الإنساني وانتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني وتطبيق سياسة العقاب الجماعي وتدمير المدن ومحاصرتها”.
كما “اتبعت سياسة التضليل الإعلامي، وهي تطبق هذه التكتيكات الوحشية في أوكرانيا الآن”.
وأضاف الصالح: “نحن بحاجة لتحقيق العدالة والسعي إليها بإصرار حتى لا يشعر أي دكتاتور أو بلد أن لديه الضوء الأخضر لارتكاب الفظائع والانتهاكات والإفلات من العقاب”.
بدوره قال فضل عبد الغني، رئيس “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إنهم سلموا في الزيارة قائمة بأكثر من سبعة آلاف من الضحايا السوريين الذين قتلوا على يد الجيش الروسي.
وأضاف: “نحن هنا لتكريمهم وتكريم جميع الضحايا الأوكرانيين من خلال دعمنا للأوكرانيين في جهود المساءلة ضد جرائم الحرب الروسية. إن محاسبة الجناة تتطلب منا توحيد الجهود من أجل العدالة”.
ونسقت الزيارة بمبادرة وتنظيم وتمويل سوري، ونظمتها كل من “مدنية” و”المجلس السوري البريطاني”، وذلك بمبادرة من المحامي السوري البريطاني إبراهيم العلبي.
وكانت بدعم من “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، و”البرنامج السوري للتطوير القانوني”، و”التحالف الأميركي من أجل سورية”.
بالإضافة إلى منظمات مجتمع مدني أخرى، بينها “الجمعية الطبية السورية البريطانية”، و”منظمة أكشن فور سما”، و”حملة من أجل سوريا”، و”رابطة ضحايا الأسلحة الكيميائية في سورية”، و”حملة لا تخنقوا الحقيقة”.
وتم تسهيل ذلك من خلال الدعم الذي قدمه مكتب المراسم البروتوكولية التابع للمدعي العام في أوكرانيا، وبمساعدة مؤسسة ذي ريكونينج بروجيكت.
“بين سورية وأوكرانيا”
وسبق وأن حذرت منظمة العفو الدولية “أمنستي“، من أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا هو “تكرار” للحرب في سورية.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة غير الحكومية، أنييس كالامار في حديث سابق لها: “نحن أمام هجمات متعمّدة على بنى تحتية مدنية ومساكن، وقصف لمدارس”. متّهمة روسيا بتحويل ممرات إنسانية إلى “مصيدة للموت”، ومشبّهة ذلك بما حصل في مدينة حلب.
وفي مؤتمر صحافي موازٍ في باريس، مارس الماضي، قالت مديرة “أمنستي” في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، ماري ستروثرز، إنّ “باحثينا على الأرض وثّقوا على مدى عشرة أيام استخدام التكتيكات نفسها التي اتّبعت في سورية والشيشان”، بما في ذلك هجمات تستهدف مدنيين وذخيرة يحظرها القانون الدولي.
واتبعت موسكو تكتيات حربية في أوكرانيا متشابهة مع ما فعلته في سورية، من بينها تدمير قنابلها للبنية التحتية المدنية، والمدارس ودور رعاية الأطفال والمستشفيات والأسواق، في أعمال يصفها القانون الدولي بأنها “جرائم حرب”.
وأدى تشابه الأسلوب المتبع من قبل الجيش الروسي في سورية بالأمس مع حالته الأوكرانية اليوم، إلى استخدام الباحثين والمحققين خبراتهم المكتسبة سابقاً، لتوثيق جرائم الحرب في أوكرانيا.
وتتهم الدول الغربية الجيش الروسي بقصف مدنيين، في عملياته العسكرية التي يشنها منذ 24 فبراير/شباط الماضي في أوكرانيا.