أقارب الشاب عبد الرزاق القسطل يروون ملابسات مقتله..ودعوات للمحاسبة
قضى الشاب عبد الرزاق أحمد القسطل، تحت التعذيب على يد قوات حرس الحدود التركية “الجندرما”، مساء السبت الماضي، خلال محاولته عبور طريق “غير شرعي” إلى الأراضي التركية، فيما تعرّض 7 أشخاص كانوا برفقته لاعتداء عنيف، قبل أن يتمّ تسليمهم للجانب السوري لمعبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، حيث تم تقلهم إلى المشافي.
وأوضح بيان صادر عن العلاقات العامة والإعلام في المعبر، أنّ الشاب عبد الرزاق، توفّي نتيجة الضرب على يد “الجندرما”، كما تحدّث عن أساليب تعذيب واعتداء تعرّض لها الشبّان أودت بهم إلى جروح وكسور بالغة.
ودعا البيان إلى ضرورة “وقف الانتهاكات التي يمارسها بعض حرس الحدود مع الأشخاص الذين يحاولون دخول تركيا بطريقة غير شرعية”، مؤكداً أنّ “الكثير من الحالات المشابهة وصلت إلى معبر باب الهوى مؤخراً”.
كيف بدأت الحادثة؟
انطلق الشاب عبد الرزاق (19 عاماً)، مساء السبت 11 آذار/مارس، من مكان إقامته في بلدة زردنا شمالي إدلب، نحو الحدود التركية، إلى قرية “طورلاها” بالقرب من مدينة حارم شمال غربي إدلب، وعبر الحدود مع مجموعة من الشباب السوريين، منهم أقاربه، بحدود الساعة 7 مساءً.
وقال فريد القسطل، وهو قريب الشاب عبد الرزاق لـ”السورية.نت”، إنّها “كانت محاولته الأولى لدخول الأراضي التركية، باتّفاق مع مهرّب من المنطقة، مقابل حوالي 1000 دولار أمريكي”.
وأضاف أنّ “الشاب هو الولد الأكبر لأسرته المهجّرة من قرية السمرة بريف حماة الشمالي منذ حوالي 10 سنوات، وكانت الغاية من دخوله الأراضي التركية إعانة عائلته والبحث عن عمل”.
أبو حسين القسطل، وهو ابن خال الضحية، يوضح لـ”السورية.نت”، أنّه “تعرّض لاعتداء وعنف شديدين من قبل قوات حرس الحدود، استخدموا خلالها أدوات حديدية حادّة، كما أجبر أحد المصابين المرافقين للشاب عبد الرزاق، على شرب مادة المازوت، وسكبها على جروحه من قبل عناصر الجندرما”.
“تحفّظ على الجثّة”
بعد تسليم جثمان الشاب عبد الرزاق لمستشفى معبر “باب الهوى” حوالي الساعة الواحدة والنصف من فجر أول أمس، طلبت السلطات التركية الجثّة بهدف الكشف عنها، وتحفّظت عليها من فجر الأحد حتى الساعة الثامنة مساءً.
وفي هذا الصدد، أوضح مازن علوش مدير العلاقات العامة في المعبر لـ”السورية.نت”، أنّ السلطات التركية طلبت الجثة بهدف تشريحها والكشف عنها”، وأردف أنّ “التأخير كان بسبب العطلة، إذ تأخر وصول المدّعي العام والطبيب الشرعي وباقي أفراد اللجنة”.
وبعد تسلّمها جثمانه، دفنت عائلة “القسطل” الشاب عبد الرزاق، في مدينة الدانا شمالي إدلب، وفتحت خيمة العزاء في المدينة.
مطالبات بالمحاسبة
وفي وقتٍ تطالب فيه عائلة الشاب عبد الرزاق، بـ”فتح تحقيق ومحاسبة العناصر المتورّطين بمقتله والاعتداء على باقي الشباب”، قال الحقوقي السوري طه الغازي، إنّ “منظمات حقوقية تركية تم التنسيق معها لرفع دعوى ضد عناصر الجندرما الذين اعتدوا على مجموعة الشباب وتسببوا بمقتل عبد الرزاق، وفتح تحقيق في القضية”.
وأضاف أنّ “يوم الثلاثاء سيتم توضيح كل جوانب الدعوى والإجراءات القانونية اللاحقة”.
فيما أوضح فريد القسطل خلال حديثه لـ”السورية.نت”، أنّ “عائلة الشاب عبد الرزاق، لم تتلق أي اتصالات سواء من جهات تركية حكومية أو منظمات حقوقية للسؤال عن الحادثة”.
من جهتها، دعت “إدارة الشؤون السياسية في المناطق المحررة” الحكومة التركية، إلى “فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات هذه الممارسات وعلاجها على الفور”.
وقالت إنّ “هذه الحوادث تزيد من معاناة الشعب السوري إلى جانب الظلم والتشريد الذي يتعرض له على يد النظام السوري المجرم، كما تنافي هذه الممارسات حقوق اللاجئين والمهاجرين حسب القوانين الدولية، فضلاً عن مخالفتها إخوة الدين وأعراف الجوار بين البلدين”.
فيما عبّر كل من “تجمع المحامين السوريين” و”مركز الكواكبي لحقوق الإنسان”، عن “إدانتهما القوية والصارخة لهذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بدم بارد وبهدف الانتقام لا أكثر”.
كما دعوا “السلطات التركية المختصة لفتح تحقيق واسع النطاق مع العناصر التي ارتكبت هذا الفعل الشنيع والإجرامي وكل الجرائم الأخرى التي سبق ارتكابها من قبل عناصر قوات حرس الحدود التركية سابقاً بحق طالبي حماية سوريين، وهي جرائم موثقة وبعضها كانت ضحاياه داخل الأراضي السورية”.
وأعلن التجمعان في بيان مشترك عن “دعمنا وانحيازنا للجهود الحقوقية والإجراءات القانونية التي سيتم اتخاذها بهذا الشأن اليوم من قبل العديد من المنظمات الحقوقية التركية ونطالب السلطات الرسمية بأن تصغي لهذه المطالب وباتخاذ الإجراءات الجادة بشأنه”.