نفذت القوات الأمريكية خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول وحده ما لا يقل عن 10 عمليات وغارات في سورية، استهدفت مواقع انتشار مقاتلي ومسؤولين في تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وتعتبر هذه الإحصائية “لافتة” قياساً بحجم العمليات والغارات التي حصلت خلال الأشهر الماضية، حسب تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال“، اليوم الاثنين.
كما أن الإعلان عن تصاعد الغارات جاء بالتزامن مع بدء تركيا عملية جوية تستهدف مواقع انتشار “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، فيما ذهبت مؤخراً للتهديد بشن عمل بري على الأرض.
وتقول الصحيفة في التقرير نقلاً عن متحدث باسم القوات الأمريكية إن “العمليات المذكورة شملت 3 يوم الثلاثاء مع قوات سوريا الديمقراطية، وأدت إلى اعتقال ستة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأدت تلك المداهمات إلى ما مقتل ما وصفه الجيش الأمريكي بأنه “مسؤول إقليمي كبير” في التنظيم، يُدعى “الزبيدي”.
وقال مسؤولون عسكريون إن ثماني غارات أخرى، من بينها سبع في وقت سابق هذا الشهر وواحدة أخرى في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، قتلت أو ألقت القبض على نشطاء آخرين من “الدولة الإسلامية”.
وتضيف الصحيفة أن المسؤولون الأمريكيون أقروا بأن القيادة المركزية نفذت غارات إضافية في سورية، لكن مسؤولي القيادة المركزية امتنعوا عن تقديم تفاصيل عن أي من الغارات الأخرى.
وأوضح المسؤولون لـ”وول ستريت جورنال” أن الغارات البرية والعمليات الأخرى تبقي تنظيم “الدولة” في حالة تأهب، “لكنها لا تخلو من المخاطر”.
وفي إحدى الغارات الأخيرة، على سبيل المثال، كانت القوات الأمريكية على الأرض لمدة ثلاث ساعات تقريباً، حيث اشتبكت في إطلاق نار كثيف واعتقلت في النهاية أفراداً، وجمعت معلومات استخبارية في الموقع.
وقال الكولونيل جو بوتشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية، إن كل عملية يتم التخطيط لها بعناية، وتأخذ في الاعتبار مخاطر مثل هذه الغارات، بعد إجراء تقييمات بشأن “رزم وفترات” من المعلومات الاستخبارية.
وتحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 1000 جندي أمريكي في مواقع مختلفة داخل سورية.
وأضاف مسؤولون عسكريون أن المداهمات الأخرى، التي تتم عادة في الليل باستخدام طائرات هليكوبتر لقوات العمليات الخاصة، شملت ست عمليات في 8 ديسمبر/كانون الأول، أدت إلى اعتقال خمسة من عناصر التنظيم.
وفي 11 ديسمبر / كانون الأول تم تنفيذ غارة أخرى، أسفرت عن مقتل اثنين من مسؤولي تنظيم “الدولة”.
ومع ذلك، استهدفت غارة أخرى، في 6 أكتوبر/تشرين الأول، بالقرب من القامشلي مسؤولاً يُعتبر مهرباً للأسلحة والمقاتلين، يُعرف باسم ركان وحيد الشمري.
ووفق بوتشينو فإن الغارات تعكس وتيرة متزايدة للعمليات، لكنها ليست نتيجة “استراتيجية أكثر عدوانية لملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية”.
وقال: “هناك أيضاً العديد من العوامل التي تسمح لنا بتنفيذ هذه المداهمات دون التعرض لخطر كبير بسقوط ضحايا مدنيين أو إلحاق أضرار بالبنية التحتية. يجب أن تتحد كل هذه العناصر معاً حتى نتمكن من شن هذه الغارات”.