أمريكا: سورية غير آمنة لعودة اللاجئين “ولا جدال”
قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد إن البيئة الحالية في سورية “غير مواتية” لعودة اللاجئين، في موقف سبق وأن أكدت عليه المنظمات الدولية.
وأضافت غرينفيلد خلال زيارتها مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، أمس الجمعة: “لا جدال في أن البيئة الحالية (في سورية) ليست مواتية للعودة”.
وأشارت إلى أن “هدف اللاجئين النهائي هو العودة إلى ديارهم. أعلم أن هذا هو هدفهم النهائي، وما سمعته اليوم هو أن الناس لا يزالون خائفين من الأوضاع في سورية وأنهم غير مستعدين للعودة”.
وجالت غرينفيلد في المخيم حيث اطلعت على نشاطات مركز “تايغر” المجتمعي الذي ينظم دورات تدريبية في مجال اللغة الإنكليزية والعربية والحاسوب.
وشاهدت في المركز لوحات فنية رسمها لاجئون، ومشغولات يدوية، إضافةً إلى مرسم صغير لتعليم الأطفال الرسم.
كما تحدثت إلى عدة فتيات حول التدريب الذي يتلقينه في المركز، وقالت إن “أهم ما استخلصته من هذه الزيارة هو أن المجتمع الدولي يجب أن يكون يقظاً في ضمان عودة أي لاجئ بشكل آمن وطوعي وبما يحفظ كرامته”.
وتابعت: “بعد 10 سنوات من الحرب، نعلم أن استضافة مئات الآلاف من اللاجئين ليس بالمهمة السهلة لكن علينا أن نتذكر كل يوم أنهم أناس حقيقيون، أمهات وآباء وأطفال وأسر ويحتاجون إلى دعمنا”.
ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر عمّان عدد الذين لجأوا إلى المملكة منذ عام 2011 بنحو 1.3 مليون.
ويأتي الموقف الأمريكي حيال قضية اللاجئين السوريين في الوقت الذي يواصل فيه نظام الأسد وحليفته روسيا الترويج لفكرة “العودة”، بعد فرض الاستقرار واستعادة السيطرة على المناطق.
وقبل شهرين كانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة قد أصدرت تقريراً قالت فيه إن سورية ليست صالحة للعودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين.
وأشار التقرير الـ 24 للجنة إلى أن الحرب على المدنيين السوريين لا تزال مستمرة، “ومن الصعب عليهم إيجاد الأمن أو الملاذ الآمن في هذا البلد الذي مزقته الحرب”، بحسب ما صرّح باولو بينيرو، رئيس اللجنة، خلال مؤتمر صحفي في جنيف.
وأضاف أنه “مع دخول الرئيس الأسد فترة ولايته الرابعة – حيث يسيطر على حوالى 70% من الأراضي و40% من عدد السكان قبل اندلاع الحرب – يبدو أنه لا توجد تحركات لتوحيد البلاد أو السعي لتحقيق المصالحة”.
من جهتها أعلنت منظمة “العفو الدولية” (أمنستي)، في أغسطس الماضي، أن لاجئين سوريين تعرضوا للاعتقال والاختفاء القسري على يد النظام السوري، لدى عودتهم إلى وطنهم.
ورصدت المنظمة في تقرير لها 66 حالة للاجئين عائدين إلى سورية، تعرضوا فيها للاعتقال والتعذيب والاغتصاب، على يد قوات الأمن السورية، بينهم 13 طفلاً، فيما لا يزال 17 منهم مختفين للآن وقتل 5 منهم تحت التعذيب.
وطالبت “العفو الدولية” الحكومات الغربية بوقف الضغط على اللاجئين السوريين وحثهم على العودة لوطنهم، خاصة الدنمارك والسويد وتركيا.
ويروج نظام الأسد لإجراءات تتخذها حكومته من أجل تأمين عودة “كريمة” للاجئين السوريين.
وسبق أن عقد مؤتمر على مرحلتين في العاصمة دمشق وبرعاية روسية، هدفه “تشجيع” اللاجئين على العودة.