أهالي دير الزور في شمال غرب سورية ينتخبون مجلسهم المحلي
كيف تمت العملية وما هدفها؟
شهدت بلدة كفرجنة في عفرين بريف حلب، تأسيس مجلس محافظة دير الزور التابع لوزارة الإدارة المحلية في “الحكومة السورية المؤقتة”، وذلك بعد عملية انتخابية شارك بها العشرات من أهالي المحافظة.
ويهدف تأسيس مجلس المحافظة إلى خدمة أبناء محافظة دير الزور المتواجدين في الشمال السوري، الذي يتجاوز عددهم نصف مليون شخص، حسب رئيس المجلس المحلي نصر الكماري، الذي أكد لـ”السورية. نت” أن فكرة تأسيس المجلس جاءت من قبل ناشطين وسياسيين للمطالبة بوجود مجلس يتابع شؤونهم في المنطقة أسوة بباقي المحافظات.
ويبلغ عدد مجالس المحافظة التابعة لوزارة الإدارة المحلية عشرة وهي “درعا والقنيطرة ودمشق ورفها وحمص وحماة وإدلب وحلب والرقة ودير الزور”.
كيف تمت العملية؟
وشرح محمد جلو مدير المجالس المحلية في وزارة الإدارة المحلية والخدمات في “الحكومة المؤقتة” آلية عملية الانتخاب والتصويت، وقال إن العملية تمت من خلال هيئة تمثيلية وفق التعداد السكاني والدوائر والوحدات الإدارية في مناطق المحافظة الثلاثة.
وأضاف ذات المتحدث لـ”السورية. نت” أنه تم الإعلان عن استقبال ترشيحات من “الفعاليات المدنية الثورية”، في مناطق المحافظة(مدينة دير الزور، الميادين، البوكمال)، وتم استقبال الترشيحات خلال مدة عشرة أيام، وعقب ذلك أعلن عن الأسماء الواردة على صفحة الوزارة للاعتراض خلال مدة ثلاثة أيام.
وبعد انتهاء المدة، وبموجب قرار لجنة الطعون، تم اعتماد أسماء 70 عضواً موزعين على الدوائر الثلاثة، 31 منطقة دير الزور، و22 منطقة البوكمال، و17 منطقة الميادين، وتم دعوتهم وبحضور لجنة الطعون المرشحة من “نقابة المحامين الأحرار”.
وأشار جلو إلى أن اللجنة الانتخابية المشكلة من محامين في “الحكومة المؤقتة”، دعت إلى مؤتمر انتخابي بتاريخ 27 أيار/ مايو الحالي، لانتخاب أعضاء المجلس وفق التصميم المعتمد، 15 عضواً منطقة دير الزور، و8 البوكمال و7 من الميادين.
وبعد فوز الأعضاء الثلاثين تم انتخاب مكتب تنفيذي من قبلهم، عدده 12 عضواً (6 دير الزور و3 الميادين و3 من البوكمال)، يتضمن رئيس ونائب وعشرة أعضاء، بحضور عدد من منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية والإعلامية في شمال غرب سورية.
وأكد مدير مكتب “وحدة المجالس المحلية”، عبد الله الحافي، أن عملية الانتخاب تمت بحضور النصاب القانوني، مشيراً إلى بعض الأشخاص، الذي لم يتمكنوا من الحضور فيزيائياً، شاركوا بالعملية عبر الانترنت.
هدفان لتأسيس المجلس
من جهته أرجع رئيس المجلس المنتخب، نصر الكماري، سبب تأسيس المجلس إلى هدفين، الأول “خدمة أبناء محافظة دير الزور في الشمال السوري والمخيمات، وتقديم العون”، من خلال دعم “الحكومة السورية المؤقتة” وبالتنسيق مع جميع المؤسسات.
أما الهدف الثاني هو “إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي، بأن دير الزور لا يمثلها المحتلون والانفصاليون، وإنما يمثلها أبنائها الحقيقيون”، مشيراً إلى دير الزور حالياً “ترزح تحت سيطرة نظام الأسد والميليشيات الإيرانية وقسد”.
أما محمد جلو فأكد أن الهدف من تأسيس المجلس المحلي، هو “تمثيل أهل دير الزور، لدى الحكومة السورية المؤقتة، والعمل على تقديم ما يستطيع لهم”.
مشاركة نسائية
وقال عبد الله الحافي، إن “اللافت في تأسيس المجلس، بأن نسبة أعلى تصويت ضمن دائرة دير الزور، كانت لسيدتين، حقوقية ومحامية”.
وأكد رئيس المجلس، نصر الكماري، أن عدة نساء تقدمنَ بطلبات الترشيح لعضوية مجلس المحافظة، مشيراً إلى أن المجلس يشجع دائماً على ضرورة أن تأخذ المرأة دورها في المجتمع المدني وفي الأجسام السياسية والاقتصادية، حيث تمتلك الكثير منهن كفاءات عالية، تمكنهن من أخذِ دورهن في بناء سورية المستقبل.
أما مدير المجالس المحلية في وزارة الإدارة المحلية، محمد جلو، اعتبر أن وجود سيدتين في المجلس “مبشر بوجود وعي مجتمعي، بأهمية مشاركة المرأة في الإدارة المحلية، ووجود قيادات نسائية لدى قوى الثورة السورية”.