بعد حديث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن توسيع التحركات العسكرية لبلاده في الشمال السوري، وتلميحه لبدء عملية برية موازية للضربات الجوية، تداولت تقارير تركية تلك التطورات وما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة، والأهداف التركية منها.
دول عدة طالبت تركيا “بضبط النفس” وعدم التصعيد في الشمال السوري، إلا أن أردوغان أكد في تصريحه الأخير، اليوم الثلاثاء، أن العملية البرية في سورية قادمة “إن شاء الله قريباً”.
3 قطاعات وهدفان
صحيفة “صباح” التركية، قالت في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إنه من الواضح أن تركيا ستطلق عملية برية في سورية قريباً، لكن توقيتها فقط هو موضع نقاش.
وأضافت أن الرئيس التركي استعد للعملية تدريجياً، عبر طرحها باستمرار وتجهيزها ليتقبلها الجمهور، خاصة الرأي العام العالمي، إذ تقول تركيا منذ شهور إن العملية “باتت وشيكة”، وبدأتها قبل أيام بتنفيذ ضربات جوية.
وبحسب الصحيفة، فإن العملية العسكرية الجديدة ستركز على منطقتي منبج وتل رفعت غربي الفرات، ضمن مساعي تركيا لإنشاء بقعة جغرافية آمنة على حدودها مع سورية والعراق.
وأضافت أن تركيا قسّمت أهدافها في سورية وحربها ضد “حزب العمال الكردستاني” إلى 3 قطاعات، حيث تمت السيطرة على القطاعين الأول والثاني، من خلال عملتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، ولم يتبقَ منها سوى منبج وتل رفعت.
أما القطاع الثالث فكان المنطقة الممتدة من شرق الفرات إلى الحدود الشرقية لسورية مع العراق، وتمت السيطرة على جزء مهم من هذه المنطقة خلال عملية “نبع السلام”، لكن تُركت عين العرب والقامشلي إلى وقت لاحق.
وبموجب الهجمات التركية الأخيرة، قد تبدأ تركيا بخطة تعطي الأولوية لعين العرب ومحيطها شرق نهر الفرات، بحسب صحيفة “صباح”، وبالتالي يمكن دمج منطقة عمليات “نبع السلام” مع منطقتي العمليتين الأخريين، وتصبح ممراً آمنًا كاملاً .
كلمات سر للحملة الجوية
من جانبها، قالت صحيفة “حرييت” في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن التحركات التركية الأخيرة في سورية والعراق، تُعتبر أول عملية جوية شاملة يتم تنفيذها في المنطقة منذ عملية “نبع السلام” أواخر عام 2019.
وأضافت أنه خلال الفترة الماضية كان الجانب التركي يدير “قنوات تفادي التضارب”، مع الدول التي لديها قوات على الأرض في سورية، قبل البدء بالعملية.
وأكّد على ذلك الرئيس التركي بقوله، أمس الاثنين، “لقد اتخذنا ونتخذ خطوات بناء على ذلك، من خلال إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الموجودة هنا”.
وتسيطر الولايات المتحدة على المجال الجوي لسورية إلى الشرق من نهر الفرات، بينما تسيطر روسيا على المجال الجوي إلى الغرب.
وبحسب “حرييت”، فإن العنصر الأهم في التحركات التركية، هو أن تركيا قصفت بعض المراكز التي لم تكن قد استهدفتها سابقاً من الجو، وهذه المرة بشكل مباشر، وأبرزها مدينة عين العرب (كوباني)، ومنطقة المالكية المتاخمة للحدود العراقية.
وأضافت: “اللافت في الأمر أن منطقة تل رفعت الواقعة غربي الفرات استُهدفت أيضاً للمرة الأولى بالطائرات الحربية التركية. وإلى جانب حقيقة أن قوات سوريا الديمقراطية منتشرة في مواقع متعددة في تل رفعت، علينا أن نأخذ في الاعتبار أن كلاً من روسيا وإيران لديهما قوات هناك”.
وختمت “السؤال الأكثر أهمية في الأيام المقبلة هو ما إذا كان ذلك سيتطور إلى وضع جديد، وهل تلك التغييرات ستكون لصالح تركيا في ميزان القوى في الميدان، أم أنها ستدخل في مأزق حيث سيستمر الوضع القديم فيه”.
“المخلب- السيف” وما بعده
صحيفة “خبر تورك” قالت في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن التحركات الجوية الأخيرة لتركيا في سورية والعراق، تحت اسم “المخلب- السيف”، جاءت رداً على تفجير اسطنبول، والذي اتُهم “حزب العمال الكردستاني” بالوقوف ورائه.
وقالت إن الدفاع التركية استخدمت ما يقارب 70 عنصراً جوياً قتالياً، كما استخدمت المجال الجوي السوري الخاضع للسيطرة الروسية لأول مرة، ونفذت حملة جوية على مساحة 700 كيلومتر.
وأضافت أنه تم اتخاذ إجراءات ضد إمكانية تواجد عناصر روسية وأمريكية في مناطق العمليات، حيث أُطلقت معظم القاذفات المقاتلة، التي استُخدمت في العملية، النيران دون دخول المجال الجوي.
وبحسب الصحيفة فإن موقف روسيا والولايات المتحدة “مهم جداً”، لكن استخدام تركيا للمجال الجوي الروسي، وإن كان محدوداً، وتعطيل أنظمة الدفاع الجوي خلال عملية “السيف المخلب”، هو بمثابة تطور هام.
وتساءلت الصحيفة عن الطريقة التي ستُتبع لـ”تطهير الإرهاب” في عين العرذب ومنبج والقامشلي القريبة من الحدود التركية، وما إذا ستكون هناك عملية برية محتملة.
وأشارت إلى أن العملية البرية ضد أهداف “إرهابية” في سورية، كانت على جدول الأعمال وتم الإعداد لها منذ فترة لكن لم يتم الأمر بها لأسباب مختلفة، أبرزها الحديث عن مفاوضات سياسية مع إدارة النظام السوري.