أبدت أوساط روسية دبلوماسية تشاؤمها من “مؤتمر اللاجئين”، المزمع عقده في العاصمة دمشق، الشهر المقبل، معتبرةً أنه لا توجد ظروف ملائمة لنجاحه بشكل كبير.
وكان وفد روسي “رفيع المستوى” برئاسة مبعوث الرئيس الروسي الخاص لشؤون التسوية في سورية، ألكسندر لافرنتييف قد أجرى جولة، في الأيام الماضية، إلى الأردن ولبنان، واختتمها أمس الخميس في دمشق، ضمن خطوات التحضير للمؤتمر.
وأعربت الأوساط الروسية، حسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط“، اليوم الجمعة، عن قناعة بعدم توافر الظروف الملائمة حالياً لانعقاد المؤتمر، في حين تبقى الكلمة الأخيرة في هذا الشأن لدى الكرملين الذي ينتظر أن يتخذ القرار الحاسم حول المؤتمر بعد عودة الوفد إلى موسكو.
وقال مصدر دبلوماسي روسي مطلع على سير التحضيرات الجارية للصحيفة إنه يرى “فرص النجاح ليست كبيرة، ومن الصعوبة توقع أن يسفر عن المؤتمر في حال انعقاده أي نتائج ملموسة”.
وأضاف المصدر: “أولا: هناك الوضع مع تركيا التي لم يتم التشاور معها، وغيابها يعني عدم توقع إحراز أي تقدم على خلفية وجود 7 ملايين لاجئ تحت رعايتها عملياً”.
وتابع: “ثانياً: لا يمكن توقع نجاح مبادرة من هذا النوع، من دون حضور وإشراف الأمم المتحدة، بينما تبدو المقاطعة الدولية واضحة من خلال نتائج أعمال المجموعة المصغرة، التي أعلنت بعد اجتماعها الأخير أنها لن تشارك ولن تقدم أي دعم أو مساعدات للمبادرة”.
وتسعى روسيا وحكومة الأسد إلى عقد مؤتمر في دمشق، يومي 11 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والذي سيناقش “تسهيل عودة” اللاجئين السوريين إلى بلدهم، حسب الرواية الروسية.
وكانت روسيا أطلقت منتصف عام 2018 “مبادرة” لعودة اللاجئين والمهجرين السوريين من دول الجوار، خاصة لبنان والأردن وتركيا، إلا أنها لم تلقَ ترحيباً دولياً، خاصة لدى الأمم المتحدة.
وتهدف روسيا من عودة اللاجئين إلى البدء بمشاريع إعادة الإعمار في البلد، بعد الرفض الدولي للمساهمة بإعادة إعمار سورية دون حل سياسي، إلى جانب تقويض العقوبات الأوروبية والأمريكية أي مساعٍ يطرحها النظام وحلفائه لإعادة الإعمار.
وحسب الدبلوماسي الذي نقلت عنه “الشرق الأوسط” فإن مشكلة اللاجئين “لا يمكن الخوض بها والتوصل إلى حلول جدية لها، من دون دور بارز وأساسي للمجتمع الدولي والأمم المتحدة”.
وقال إن “عودة اللاجئين السوريين بعد 10 سنوات من الحرب تحتاج لعمل واسع وترتيبات خاصة ضخمة جداً، لجهة توفير أماكن الإقامة المؤقتة ثم الدائمة، وتوفير فرص عمل ومعالجة مشكلة الأبناء الذين ولدوا في الخارج وعشرات من القضايا الأخرى الشائكة والمعقدة”.
وخلص الدبلوماسي إلى أن هذا المؤتمر “لن يدعمه أحد”، مشيرا إلى أنه “على ما يبدو لم يكن اتخاذ القرار حول عقد المؤتمر قد درس بشكل معمق وجدي ودقيق”.
ومنذ أيام كان مندوب النظام لدى مجلس الأمن، بشار الجعفري، قد عبّر في مداخلة له أمام مجلس الأمن، عن تطلع سورية لمشاركة الدول الأعضاء في مجلس الأمن في المؤتمر المقرر عقده بدمشق.
وطالب الجعفري المجتمع الدولي بدعم جهود حكومة النظام وحلفائها من أجل تحسين الوضع المعيشي والإنساني في سورية وتسهيل عودة السوريين “بكرامة وأمان” إلى وطنهم وبلداتهم ومنازلهم.