شهدت السياسية الرسمية للدول العربية تجاه النظام السوري ورأسه بشار الأسد تبايناً منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، حيث انقسمت المواقف بين “داعمة ومؤيدة” و”مقاطعة ومعارضة” بشكل كامل.
وخلال الأشهر الماضية شهدت مواقف بعض الدول تحولاً في السياسة على العلن، لتعلن عن عودة علاقاتها مع النظام، إما من خلال فتح سفاراتها أو من خلال زيارات واتصالات مع رأسه الأسد.
وكانت الجامعة العربية قد قررت في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 تعليق عضوية سورية مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق، ليصبح الأسد منذ ذلك التوقيت “منعزلاً عربياً”، فيما كسر الرئيس السوداني السابق، عمر البشير ذلك بزيارة له إلى دمشق، عام 2018.
ويستعرض موقع “السورية.نت” أبرز المسؤولين العرب الذين التقاهم وتواصل معهم الأسد، منذ فرض العزلة العربية عليه. بمن التقى واتصل منذ 2011 وحتى 2022؟
“عمر البشير”
كانت البداية مع وصول الرئيس السوداني السابق، عمر حسن البشير، إلى دمشق في 16 ديسمبر/ كانون الأول 2018 في زيارة غير معلنة، وكان في استقباله في مطار دمشق الدولي بشار الأسد.
وعقد البشير مع الأسد جلسة محادثات في قصر الشعب “حول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سورية والمنطقة”، وأكد حينها “وقوف بلاده إلى جانب سورية وأمنها”.
وقال مساعد الرئيس السوداني، آنذاك، فيصل حسن إبراهيم، إن “زيارة الرئيس عمر البشير لسورية أتت مواصلة لقيادته مبادرات جمع الصف العربي”.
لكن الخطوة المذكورة كانت آخر اتصال بين الطرفين بسبب الاحتجاجات التي بدأت ضد نظام البشير، والتي استمرت لعدة أسابيع وانتهت بتأسيس مجلس عسكري انتقالي وتعيين عبد الفتاح عبد برهان، ومن ثم اعتقال البشير في أبريل/ نيسان 2019.
“ميشال عون”
في 7 من أبريل/ نيسان 2021، أعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، شربل وهبة، أن الرئيس اللبناني، ميشال عون، أجرى اتصالاً مع الأسد لبحث ملف ترسيم الحدود بين البلدين.
وقال وهبة إن عون أكد خلال الاتصال بأن “لبنان لن يقبل الانتقاص من سيادته بالمياه”.
ولم يحدد وزير الخارجية موعد الاتصال، كما لم يصدر أي تعليق من قبل نظام الأسد.
وفي 24 من مايو/ أيار 2021 وجه الأسد رسالة تهنئة إلى عون بمناسبة فيما يسمى “عيد المقاومة والتحرير”.
في المقابل لطالما يدعو الرئيس اللبناني إلى التعامل مع النظام السوري، وإعادة العلاقات مع الدول العربية وعودة سورية إلى مقاعد الجامعة العربية.
“برهم صالح”
في 15 يوليو/ تموز 2021، أجرى الرئيس العراقي، برهم صالح، اتصالاً هاتفياً مع بشار الأسد، بحسب بيان صدر عن مكتب الرئيس العراقي.
وقال البيان حينها إن صالح بحث مع الأسد “ضرورة التكاتف معاً في مواجهة المخاطر المشتركة، وخصوصا الإرهاب ومكافحته”.
وجاءت المكالمة بعد تصعيد إيران وميليشياتها ضد التواجد الأمريكية ومصالحها في العراق.
وتعتبر العراق من الدول الداعمة لنظام الأسد، خلال السنوات الماضية، وتربطها معه تحالفات أمنية وعسكرية وخاصة بالتنسيق ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
كما لم تتوقف الزيارات بين مسؤولي البلدين، فيما تدعو بغداد في معظم الأوقات إلى عودة النظام إلى الجامعة العربية.
“عبد الله الثاني”
في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2021 أعلن الديوان الملكي الأردني تلقي الملك عبد الله الثاني اتصالاً هاتفياً من الأسد، وهو أول اتصال مُعلن بينهما منذ أكثر من عشر سنوات.
وحسب بيان صادر عن الديوان فإن “الملك أكد خلال الاتصال دعم الأردن لجهود الحفاظ على سيادة سورية واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها”.
ومرت العلاقات بين الأردن ونظام الأسد بتحولات دراماتيكية، إذ وجه الملك الأردني نصيحة إلى الأسد بالتنحي في 2011، وقال “أعتقد أنني لو كنت مكانه لتنحيت، وعليه أن يهيئ الأجواء لمرحلة سياسية جديدة ويبدأ حقبة جديدة من الحوار السياسي، قبل أن يتنحى وذلك لعدم وجود من يخلفه لتغيير الوضع الراهن”.
كما طردت عمان سفير نظام الأسد في 2014، واحتضنت قادة فصائل الجيش الحر من “الجبهة الجنوبية” في درعا، ومال موقف المملكة نحو دعم توجهات المعارضة السورية.
لكن منذ 2018، وعقب سيطرة النظام على الجنوب السوري بدعم روسي، شهدت العلاقات بين النظام والأردن تحولات نحو تقليص الخلافات وصولاً لتطبيع سياسي واقتصادي بعد سنوات القطيعة.
بشار الأسد يتصل بملك الأردن بعد عقدٍ من القطيعة
“محمد بن زايد”
بعد اتصال الملك الأردني بأسبوعين، تلقى ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد اتصالاً هاتفياً من بشار الأسد.
وفي تغريدة على حسابه الرسمي في “تويتر” قال بن زايد حينها: “بحثت هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الأسد تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية.. التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار، وسورية العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة”.
وجاء الاتصال بين الطرفين بعد توثيق العلاقات، إذ أعلنت الإمارات في27 ديسمبر/كانون الأول 2018، إعادة افتتاح سفارتها في دمشق بشكل رسمي وتكليف عبد الحكيم النعيمي للقيام بالأعمال بالنيابة.
وتطورت العلاقة بين الجانبين، ووصلت في آخر محطاتها إلى زيارة الأسد للإمارات في 18 من فبراير/ شباط 2022، لتكون أول زيارة له إلى دول عربية منذ 2011.
والتقى الأسد خلال الزيارة بحاكم دبي ورئيس مجلس الوزراء، محمد بن راشد آل مكتوم، كما التقى ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.
بن زايد هاجم الأسد بـ2012..هذه أبرز محطات علاقة الإمارات بالنظام
“هيثم بن طارق”
كان آخر الزعماء الذين تواصلوا مع الأسد هو سلطان عمان، هيثم بن طارق آل سعيد، مطلع أبريل / نيسان الحالي.
وحسب “رئاسة الجمهورية” التابعة للنظام، فإن الطرفين تبادلا “التهاني بحلول شهر رمضان المبارك”، وبحثا “العلاقات اﻷخوية بين سورية وعُمان ومسار التعاون الثنائي بينهما”.
ورغم التزام سلطنة عمان بقرار الجامعة العربية بمقاطعة النظام، إلا أنها أبقت على علاقتها معه، بينما تبادل مسؤوليها الزيارات مع مسؤولي الأسد.
وفي 2018 زار وزير الخارجية السابق في حكومة الأسد، وليد المعلم سلطنة عمان وأشاد بموقف مسقط “تجاه الدولة السورية”.