نشر المجلس السوري البريطاني (SBC)، اليوم الخميس، تحقيقاً مفصلاً عن مجزرة داريا التي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات التابعة لها في مثل هذا اليوم من عام 2012.
وقال المجلس في بيان له إن العمل بالتحقيق استمر مدة عامين، واعتمد على شهادة 23 رجل وامرأة، إضافة إلى مقابلتين مع خبراء وأدلة وثائقية وتحقيقات مفتوحة المصدر.
ويعرض التحقيق “تحليلاً واقعياً لواحدة من أكثر المذابح دموية في السنوات الأولى من الصراع السوري”، حسب المجلس.
وكشف التحقيق، أن “الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمخابرات الجوية والشبيحة، وبدعم من حزب الله والميليشيات الإيرانية، شاركت في هجوم ممنهج ضد السكان المدنيين في داريا في الفترة من 20 إلى 26 اغسطس/ آب 2012”.
وأكد أن الهجوم على داريا كان مخططاً ومنسقاً للغاية، وتزامن مع تشديد الإجراءات الأمنية وتقييد الدخول والخروج منها من خلال إقامة حواجز تفتيش وإغلاق الطرق الجانبية التي يستخدمها السكان المحليون.
ويفصّل التحقيق أيضاً، كيف كانت المذبحة وما تلاها هدفاً لمعلومات مضللة من قبل تلفزيون النظام الرسمي، عندما ضغط على المدنيين المصابين بجروح خطيرة لتعزيز رواية النظام بأن الجيش الحر كانت مسؤولاً عن عمليات القتل.
ويتحدث التحقيق عن مهاجمة قوات الأسد للأحياء بشكل عشوائي من خلال القصف والغارات الجوية، قبل تقدمها براً بعد خروج عناصر الجيش الحر.
وجاء في التقرير أنه خلال “72 ساعة بين 24 و26 أغسطس/ آب، ارتكبت القوات الحكومية والقوات الموالية لها مجزرة راح ضحيتها رجال ونساء وأطفال، وأفاد شهود عيان أنه تم اعتقال أفراد وعائلات بأكملها قبل إطلاق النار عليهم وقتلهم من مسافة قريبة في منازلهم وفي المباني والأقبية”.
وأشار إلى أن “أكبر أحداث تلك المجزرة وقع في بناء السقا، حيث تم إعدام 80 شخصاً بينهم رجال ونساء وأطفال، وعند تقاطع الطرق القريب من محلات عائلة الزردة، عندما كان المدنيون يمرون منه في محاولة الفرار قتل ما بين 40 و55 شخصاً”.
وبنهاية اليوم السابع لاقتحام المدينة، قتلت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها أكثر من 700 شخصاً في داريا، وتم توثيق 514 منهم بالاسم، من بينهم ما لا يقل عن 36 امرأة و63 طفلاً.
وأكد المجلس البريطاني السوري تقديم نسخة من التحقيق إلى الآلية الدولية المحايدة والمستقلة بشأن سوريا (IIIM) .
وتقع داريا بالقرب من دمشق وخضعت لسيطرة الجيش الحر لمدة 4 أعوام حتى 26 من أغسطس/ آب 2016، عندما تم الاتفاق على خروج مقاتلي الجيش الحر وعائلاتهم، بعد أشهر من القصف المستمر على المدينة بمختلف أنواع الأسلحة.