تحدثت “الإدارة الذاتية” شمال شرق سورية في أول تعليق لها، عن الأسباب التي دفعت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، لمحاصرة قوات الأسد داخل المربعين الأمنيين في الحسكة والقامشلي.
وقال الرئيس المشترك لـ”الإدارة”، جيا كرد، اليوم السبت، إن حكومة الأسد تتبع سياسيات ضد مناطق شمال وشرق سورية، و”تمارس الضغوطات على المواطنين”.
وعرض كرد في تصريحات له عدة أسباب مهّدت للتوتر الذي أفضى لمحاصرة المربعين الأمنيين للنظام، بينها اتجاه الأخير لمحاصرة حي الشيخ مقصود في حلب، ومنعه لوصول المساعدات للمناطق، كتل رفعت ومحطيها، حسب روايته.
واتهم الرئيس المشترك، نظام الأسد، بالعمل على “افتعال استفزازات، في محاولة لخلق فتنة بين المكونات المتعايشة في المنطقة، والعبث بحالة الاستقرار”.
ما تحدث به كرد يعتبر التعليق الأول من جانب “الإدارة الذاتية” على ما تشهده مدينتي الحسكة والقامشلي من توتر أمني منذ قرابة 20 يوماً.
وكانت القوات الأمنية التابعة لـ”قسد” (أسايش) قد فرضت طوقاً أمنياً على قوات الأسد داخل مربعين أمنيين في كلتا المدينتين، ومنعت عمليات الدخول والخروج منها.
وعلى إثر عملية التطويق، حرّض نظام الأسد المواطنين القاطنين في مناطق سيطرته بالحسكة للخروج بمظاهرات مناهضة لـ”قسد”، الأمر الذي دفع الأخيرة لتفريق آخرها بالرصاص، حسب تسجيلات مصورة نشرتها شبكات محلية موالية للنظام.
“لغة هجومية”
في سياق ذلك أشار جيا كرد إلى أن تواصلهم لتهدئة التوتر الأمني في الحسكة، يقتصر فقط مع الجانب الروسي، بعيداً عن التواصل المباشر مع نظام الأسد.
وقال إن السبب وراء الأزمة الأخيرة هو اعتقال قوات الأسد للمواطنين في عدة مناطق، وعليه اعتقلت “أسايش” عدداً من قواته، وتابع: “بهذا الشكل ظهرت الأزمة، وآخر ممارساتها كان جمع عدد من الأشخاص عنوة، واقتيادهم إلى حواجز قوى الأمن الداخلي، بهدف تعميق الأزمة”.
واستخدم كرد خلال حديثه لغة هجومية ضد حكومة الأسد، متهماً إياها بتشكيل “خلايا نائمة، لاستغلالها ضد الإدارة الذاتية وقسد”، واعتبر أن “الكثير من عمليات الاختطاف والقتل تمت بيد أشخاص مرتبطين بشكل مباشر بالاستخبارات السورية”.
شروط لفك الحصار
وعلى الرغم من السيطرة الخالصة لـ”قسد” على الجزء الشمالي الشرقي من سورية منذ سنوات، إلا أن نظام الأسد احتفظ بوجود أمني محدود له، ضمن مربعين أمنيين في القامشلي ومركز الحسكة.
وتتبع للنظام أيضاً مؤسسات حكومية، مثل “دائرة السجل المدني” و “القصر العدلي” و”مديرية المالية” بالقرب من الكراج السياحي، إضافة إلى مطار القامشلي الذي تسيطر عليه القوات الروسية.
وأضاف الرئيس المشترك لـ”الإدارة الذاتية”، جيا كرد أنهم يتفاوضون فقط مع روسيا، والتي كان لها عدة محاولات في الأيام الماضية لحل المشاكل الأمنية، حيث تم إطلاق سراح بعض المعتقلين من الجانبين، “لكن العدد كان ضئيلاً للغاية”، حسب قوله.
ووصف كرد المشكلة بين “الإدارة الذاتية” ونظام الأسد بـ”العميقة والكبيرة”، وحدد شروط فك الطوق الأمني عن النظام في الحسكة بضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء المنطقة في معتقلات دمشق والحسكة والقامشلي وحلب.
ومن بين الشروط أيضاً “إنهاء الحصار على مقاطعة الشهباء وحي الشيخ مقصود على الفور، وفتح الطريق أمام مرور المساعدات الإنسانية”.