أول توتر بين موسكو والإدارة الأمريكية الجديدة بسبب “احتجاجات نافالني”
نظام الأسد يدخل على الخط
تسببت الاحتجاجات التي شهدتها مدن روسية، أمس السبت، بأول توتر بين روسيا والإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، بسبب دعم واشنطن للمظاهرات.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأحد، إن “بيانات السفارة الأمريكية حول الاحتجاجات غير المصرح بها في روسيا هي غير لائقة، وهي ضمنياً تعد تدخلاً مباشراً في شؤوننا الداخلية”.
سفارة واشنطن دخلت على الخط
واعتبر أن “الولايات المتحدة لا تزال تنظر لروسيا على أنها خصماً وليس شريكاً”، مضيفاً أن “روسيا مستعدة لإظهار مرونة في التعامل مع الولايات المتحدة، لكن ليس للأبد وبدون وقاحة أو تجاوز للخطوط الحمراء”.
وأشار المتحدث الروسي إلى أن موسكو “تأمل في بناء حوار مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وترى أن هناك فرصة في ذلك رغم الاختلافات الظاهرة”.
وكانت مظاهرات جرت في أكثر من 60 مدينة روسية، أمس السبت، احتجاجاً على اعتقال المعارض أليكسي نافالني، أدت إلى حملة اعتقالات شنتها السلطات الروسية شملت حوالي ثلاثة آلاف متظاهر، إلى جانب وقوع إصابات.
وقامت سفارة الولايات المتحدة في موسكو بنشر معلومات على موقعها تحدد مواقع المظاهرات، وأدانت ما أسمته ما وصفتها “بالتكتيكات العنيفة ضد المتظاهرين والصحفيين في روسيا”.
كما دعت الخارجية الأمريكية روسيا إلى إطلاق سراح جميع الموقوفين بالمظاهرات الأخيرة فوراً، والإفراج الفوري وغير المشروط عن المعارض نافالني.
من جهتها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عزم وزارتها مساءلة الدبلوماسيين الأمريكيين بسبب نشر السفارة الأمريكية “مسارات الاحتجاجات في عدد من المدن الروسية”.
وقالت زاخاروفا إنه “يمكننا أن نتصور كيف كان الرد لو قامت السفارة الروسية في واشنطن، بنشر خارطة لمسارات الاحتجاجات مع ذكر مبنى الكابيتول كمقصد المسيرات الأخير”.
واعتبرت أن “رسم الخرائط من هذا النوع (من قبل روسيا) سينتهي بهستيريا هائلة للساسة الأمريكيين، مع إطلاق شعارات معادية لروسيا وتهديدات بفرض عقوبات وطرد دبلوماسيين روس”.
دول غربية تتضامن مع المحتجين
وأثارت الاحتجاجات الروسية ردود فعل من قبل عدة دول غربية، إذ انتقدت فرنسا حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات الروسية ضد المشاركين في الاحتجاجات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إن “اعتقال الآلاف من الروس خلال الاحتجاجات الداعمة لنافالني تمثل خطرًا على سيادة القانون في روسيا، داعيًا إلى فرض عقوبات على موسكو حتى يسود القانون هناك، معتبراً أن “نجاح الاحتجاجات في جميع أنحاء روسيا شيء مبهر”.
كما أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن أسفه لـ”الاعتقالات الكثيفة” و”الاستخدام غير المتكافئ للقوة” خلال الاحتجاجات، مؤكداً أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون، غداً الاثنين، القضية الروسية.
نظام الأسد يدين
من جهته دان نظام الأسد ما أسماه “التدخل الأمريكي والغربي السافر في الشؤون الداخلية لروسيا الاتحادية وحملات التهييج التي تقوم بها لزعزعة الاستقرار فيها”.
واعتبر أن “الاستغلال الرخيص للغرب لموضوع نافالني لم يعد يخدع أحداً لأنه يفتقد إلى أدنى درجات الصدقية ومواقفه تهدف إلى الإساءة إلى صورة روسيا الاتحادية واستخدام عملائهم وأدواتهم الدنيئة في الداخل الروسي”.
ونافالني هو معارض روسي تعرض إلى محاولة تسميم في أثناء وجوده في ألمانيا بغاز أعصاب في أغسطس/آب الماضي، قبل أن يعود إلى روسيا الأسبوع الماضي ويدعو إلى احتجاجات ضد الرئيس فلاديمير بوتين.