أكد الرئيس التركي رجب طيب، أردوغان، اليوم السبت، أن بلاده لن تغلق حدودها أمام طالبي اللجوء نحو الدول الأوروبية، مشيراً إلى سعي بلاده لإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كم في شمال سورية.
وقال أردوغان في أول خطاب له بعد مقتل 33 جندياً تركياً، بريف إدلب الجنوبي، قبل يومين، إن “عدد الذين عبروا الحدود (نحو أوروبا) بلغ قرابة 18 ألفًا منذ أمس حتى صباح السبت وقد يصل 25 ألفا أو 30 ألفا اليوم”.
وأضاف الرئيس التركي، في كلمة أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية في إسطنبول:”فتحنا أمس الأبواب أمام اللاجئين (نحو أوروبا) ولن نغلقها خلال الفترة القادمة”، متابعاً بالقول: ” النظام السوري يحصل على أسلحة من دول أغدقت على التنظيمات الإرهابية آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة والعتاد، ولا أحد يقدم الدعم لتركيا في هذا الخصوص ولا في ملف اللاجئين”.
وشدد على أن بلاده تستضيف 3.7 مليون سوري، مردفاً “ولا طاقة لنا لاستيعاب موجة هجرة جديدة”، مبيناً أنه يوجد حاليا 1.5 مليون سوري على حدودنا بسبب هجمات النظام الدموية.
وأشار أردوغان إلى أن بلاده تواصل جهودها لإنشاء منطقة آمنة فعلياً، على طول الحدود المشتركة مع سورية، بعمق 30 كيلو متراً.
وعرج الرئيس التركي، على نتائج قصف الجيش التركي لمواقع قوات الأسد، مؤخراً بقوله: “جرى تدمير مستودع كيميائي للنظام السوري مساء الجمعة ولم نرغب بالوصول لهذه النقطة لكن النظام أجبرنا على معاملته بهذه الطريقة”، متحدثاً عن مقتل “أكثر من 2100 عنصر من قوات النظام السوري وتدمير نحو 300 آلية”.
وأضاف “السيناريو الذي نواجهه هدفه الأساسي تركيا وليس سورية.. تم حبك الأزمة في إدلب للتضييق على تركيا”، لافتاً إلى أن “تركيا لا تسعى إطلاقًا لمغامرة في سورية أو توسعة حدودها”.
وتحدث أردوغان أنه طلب من بوتين، تنحي روسيا جانباً وإفساح المجال لتركيا للتعامل مع نظام الأسد في سورية، مضيفاً بالقول: “لم نذهب إلى سورية بدعوة من نظام الأسد وإنما استجابةً لطلب الشعب السوري ولا نية لنا بالخروج ما دام شعبها يطالبنا بالبقاء”.
وجدد الرئيس التركي تأكيده على أن روسيا والولايات المتحدة لم تفيا بتعهداتهما لتركيا بشأن إخراج تنظيم “ي ب ك – ب ي د” من المناطق المتفق عليها.
ولم يتطرق الرئيس التركي إلى اتفاق “سوتشي” خلال كلمته، حيث تنتهي مساء اليوم السبت، مهلة الجانب التركي، لانسحاب قوات الأسد، خلف نقاط المراقبة التركية، في المناطق التي تقدم إليها مؤخراً، ضمن حدود “سوتشي”.
ضوء أخضر للاجئين
ودفع مقتل وجرح عشرات من جنود الجيش التركي، بقصف لقوات الأسد على موقعهم في جنوب إدلب، السلطات التركية، لفتح الباب أمام اللاجئين السوريين، مجدداً للتدفق على شكل مجموعات نحو المناطق الحدودية مع اليونان قاصدين أوروبا.
وقالت وكالة “الأناضول”، أن مُهاجرين توافدوا على ولاية أدرنة التركية، الحدودية مع اليونان، عقب حديث السلطات التركية، عن أنها لن تعيق عبور المهاجرين نحو أوروبا.
وتوجه عشرات المهاجرين، إلى أدرنة، ومن ثم بدأوا السير نحو المناطق الحدودية إلى اليونان، وسار المهاجرون على شكل مجموعات بينهم نساء وأطفال، نحو القرى الحدودية، انطلاقاً من أماكن مختلفة في مدينة أدرنة التركية.
وشهد تدفق المهاجرين ازدياداً ملحوظاً في ساعات الصباح، يوم الجمعة، حيث شرعوا في القدوم إلى أدرنة بالحافلات وسيارات الأجرة. وبدأ المهاجرون التوجه إلى عدة نقاط في الولايات الغربية.