أجرى الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي جو بايدن، اليوم الثلاثاء، مكالمة هاتفية لأول مرة، منذ تولي الأخير رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي.
وحسب بيان الكرملين، فإن بوتين هنأ بايدن ببدء رئاسته، وناقش معه قضايا تتعلق بالشأن الدولي، ولا سيما مكافحة فيروس كورونا المستجد.
وذكر البيان أن الرئيسين “أعربا عن ارتياحهما من تبادل المذكرتين الدبلوماسيتين، الذي تم القيام به اليوم بصدد التوصل إلى اتفاق حول تمديد معاهدة نزع الأسلحة الاستراتيجية الهجومية”.
كما أكد البيان أن بوتين أكد خلال الاتصال على ضرورة تحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن، واعتبر أن ذلك يصب في مصلحة البلدين، مشيراً إلى أن “الطرفين المحادثة بين الطرفين كانت صريحة”.
نافالني وأوكرانيا
ونقلت وكالات أنباء بينها “فرانس برس”، عن البيت الأبيض قوله، إن بايدن أعرب لبوتين عن قلق واشنطن، بشأن المعارض الروسي، أليكسي نافالني، الذي تُتهمُ موسكو بمحاولة قتله في وقت سابق، وهو الآن قيد الاعتقال في بلده.
كما أن بايدن أشار حسب البيت الأبيض، إلى دعم بلاده لأوكرانيا ضد “العدوان” الروسي.
وقال البيان، إن الرئيس الأمريكي أكد لنظيره الروسي خلال الاتصال، رفضه لأنشطة “التجسس الخبيثة التي تقوم بها روسيا في الولايات المتحدة”، خلال المكالمة الهاتفية، التي بحثت أيضاً استعداد واشنطن لتمديد معاهدة ستارت لـ5 سنوات.
ووقعت معاهدة “ستارت” بين البلدين في 2010، ونصت على الخفض المتبادل لترسانات الأسلحة النووية الاستراتيجية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات والتي تطلق من الغواصات.
ويأتي ذلك بعد أيام من استلام بايدن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، خلفاً للرئيس دونالد ترامب.
وأعرب بايدن في تصريحات، أمس الاثنين، استعداده لمناقشة القضايا الإشكالية مع الجانب الروسي، مشيراً إلى طلبه معلومات مختلفة من بعض الجهات المختصة في إدارته حول مسائل تتعلق بموسكو.
توتر واتهامات
ويأتي الاتصال في ظل توتر بين البلدين شهدته الأيام الماضية، على خلفية دعم واشنطن للتظاهرات التي خرجت في مدن روسيا احتجاجاً على اعتقال المعارض أليكسي نافالني.
وقامت سفارة الولايات المتحدة في موسكو بنشر معلومات على موقعها تحدد مواقع المظاهرات، وأدانت ما أسمته ما وصفتها “بالتكتيكات العنيفة ضد المتظاهرين والصحفيين في روسيا”.
كما دعت الخارجية الأمريكية روسيا إلى إطلاق سراح جميع الموقوفين بالمظاهرات الأخيرة فوراً، والإفراج الفوري وغير المشروط عن المعارض نافالني.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن “بيانات السفارة الأمريكية حول الاحتجاجات غير المصرح بها في روسيا هي غير لائقة، وهي ضمنياً تعد تدخلاً مباشراً في شؤوننا الداخلية”.
واعتبر أن “الولايات المتحدة لا تزال تنظر لروسيا على أنها خصماً وليس شريكاً”، مضيفاً أن “روسيا مستعدة لإظهار مرونة في التعامل مع الولايات المتحدة، لكن ليس للأبد وبدون وقاحة أو تجاوز للخطوط الحمراء”.
وأشار المتحدث الروسي إلى أن موسكو “تأمل في بناء حوار مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وترى أن هناك فرصة في ذلك رغم الاختلافات الظاهرة”.