يواصل المسؤولون الإيرانيون إطلاق التهديدات المتعلقة بالرد على ضربة القنصلية الإيرانية في دمشق، في وقت تؤكد إسرائيل على “حالة التأهب” من جانبها، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت مصادر إيرانية لوكالة “رويترز“، اليوم الجمعة، إن طهران نقلت لواشنطن أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها “على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير”.
وأضافت المصادر أن “طهران لن تتعجل”، في وقت تضغط فيه لتحقيق مطالب تتضمن إحلال هدنة في غزة.
المصادر أشارت إلى أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، نقل رسالة إيران إلى واشنطن في أثناء زيارته الأخيرة إلى سلطنة عمان، والتي كثيراً ما توسطت بين طهران وواشنطن.
واعتبرت “رويترز” أن الرسائل الدبلوماسية مؤشراً عن نهج حذر تتبعه إيران.
ويأتي ذلك في وقت تحسب فيه (إيران) كيفية الرد على هجوم الأول من أبريل على نحو يردع إسرائيل عن الإقدام على أعمال أخرى كهذه لكن يتفادى تصعيداً عسكرياً قد تنجر إليه الولايات المتحدة.
ماذا عن إسرائيل؟
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي إن إسرائيل “في حالة تأهب ومستعدة للغاية لمختلف السيناريوهات، ونحن نقوم بتقييم الوضع باستمرار”.
وأضاف حسبما نقلت عنه صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“: “نحن مستعدون للهجوم والدفاع باستخدام مجموعة متنوعة من القدرات التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي”.
كما تابع بالقول: “ومستعدون أيضاً مع شركائنا الاستراتيجيين”، في إشارة إلى قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، الذي وصل إلى إسرائيل، صباح الخميس.
وجاء وصول كوريلا بهدف إجراء تقييم مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق هرتسي هاليفي “حول التحديات الأمنية المستمرة في المنطقة”، وفق وسائل إعلام عبرية.
ونقلت “تايمز أوف إسرائيل” عن هاغاري قوله أيضاً: “علاقتنا الاستراتيجية مع القوات المسلحة الأميركية قوية ومتماسكة”.
واعتبر أن “الهجوم من الأراضي الإيرانية سيكون دليلاً واضحاً على النوايا الإيرانية لتصعيد الوضع في الشرق الأوسط والتوقف عن الاختباء خلف الوكلاء”.
وفي حديثه مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مساء الخميس، أكد وزير الدفاع يوآف غالانت مرة أخرى أن “إسرائيل لن تتسامح مع أي هجوم إيراني على أراضيها”، وشكره على تعاون الولايات المتحدة المتزايد.
وفي قراءة للمكالمة، قال مكتب غالانت إنه أبلغ نظيره الأمريكي أن “الهجوم الإيراني المباشر سيتطلب رداً إسرائيلياً مناسباً ضد إيران”.
وجاء ذلك بعدما توعد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، إسرائيل مجدداً أنها سوف “تنال العقاب”.
وأشار إلى أن “القنصليات والسفارات في أي دولة هي بمثابة أراض لتلك الدولة والهجوم على قنصليتنا يعني الهجوم على أراضينا”.
وكانت ضربة القنصلية الإيرانية في دمشق قد أسفرت عن مقتل 7 قادة من “الحرس الثوري” الإيراني، أبرزهم محمد رضا زاهدي.
وهي الهجوم الأول من نوعه على هذا المستوى، حيث كانت جميع الاستهدافات الإسرائيلية السابقة تطال قادة بعينهم داخل شقق سكنية أو ضمن مواقع عسكرية.