أين وصلت “خارطة الطريق” بين تركيا ونظام الأسد؟
أكدت روسيا عدم إحراز أي تقدم في عملية “بناء الحوار” بين تركيا ونظام الأسد، خاصة في مسألة الانسحاب التركي من الأراضي السورية.
وقال ممثل الرئيس الروسي لدى سورية، ألكسندر لافرنتييف، في حديثه لوكالة “ريا نوفوستي“، اليوم الجمعة، إنه “لا يوجد أي تقدم في مسألة انسحاب العسكريين الأتراك من الأراضي السورية”.
وأضاف أن “وجودهم في سورية يعيق تطبيع العلاقات السورية- التركية”، لافتاً إلى أن هذه القضية “قيد الحل”.
وبحسب لافرنتييف، فإن تركيا أبدت استعدادها للانسحاب من سورية لكن “في ظل ظروف مناسبة”.
وتساءل: “لكن ما هي الشروط المناسبة، خاصة في إطار دعم أنقرة للمعارضة السورية؟ وهل سيعرضون المعارضة السورية للخطر؟”.
وقال: “في هذه الأثناء، يتواجد الجيش التركي على الأراضي السورية، وهذا بالطبع يمثل عقبة كبيرة للغاية أمام تطبيع العلاقات السورية- التركية، لكنني أعتقد أن هذه القضية يمكن حلها”.
ماذا عن “خارطة الطريق”؟
وفي تصريحات منفصلة لقناة “روسيا اليوم”، قال لافرنتييف إن “خارطة الطريق” التي تم الإعلان عنها سابقاً لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، “لا تزال غير محددة”.
وأضاف: “في اللحظة الحالية المسألة مرتبطة بأن الجهة التركية غير مستعدة للإعلان عن سحب القوات التركية من سورية في المستقبل”.
مردفاً: “هذا يعتبر الخط الأحمر بالنسبة للقيادة السورية، التي من الصعب عليها الشرح لمواطنيها كيف نجري محادثات مع الجهة التي تحتل الجزء الكبير من الأراضي السورية”.
وأكد المبعوث الروسي إلى سورية أن الاتصالات مستمرة على مستوى الخبراء بالصيغة الرباعية (روسيا- تركيا- إيران- سورية).
لكن الجزء السياسي من محادثات التطبيع تم تجميده، وفق قوله.
وأضاف: “تجري حالياً اتصالات بين ممثلي أجهزة المخابرات عن روسيا وسورية وتركيا وإيران بشكل رباعي، ومن السابق لأوانه الحديث عن مثل هذه المحادثات بين وزراء الدفاع”.
مشيراً إلى أن “كل شيء سيعتمد على الحقائق الناشئة في تطور الوضع بشكل مباشر على الأرض حول إدلب، وفي شرقي الفرات، وعلى الحدود الإسرائيلية السورية، والإسرائيلية اللبنانية”.
شروط ومطالب
وكانت عملية “بناء الحوار” بين أنقرة والنظام السوري قد توقفت عند نقطة إعداد “خارطة الطريق”، وتضارب الأولويات بشأن مسألة “انسحاب القوات التركية من سورية”.
ولم يفصح أي طرف حتى الآن عن مضمون خارطة الطريق والمدة التي قد يستغرق تطبيقها في سورية.
وانعقد آخر لقاء بين المسؤولين الأتراك والتابعين للنظام السوري في يونيو/ حزيران الماضي، على هامش الاجتماع العشرين لمحادثات “أستانة”.
وفي أعقاب اللقاء ذكرت صحيفة “يني شفق” المقربة من الحكومة التركية، أن أنقرة فرضت 4 شروط على نظام الأسد، وأنها وجهت له سؤالاً يتعلق بطلب “الانسحاب”.
والشروط الأربعة، هي: “تعديل دستوري، انتخابات نزيهة، عودة مشرفة وآمنة للاجئين، و التعاون في مكافحة إرهاب حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب”.
وحتى الآن ما يزال النظام مصراً على انسحاب القوات التركية من شمالي سورية، ويضعه شرطاً للبدء بأي عملية تطبيع.
لكن تؤكد تصريحات المسؤولين الأتراك أن هذا الطلب “غير واقعي”، كون “التهديدات الإرهابية” القادمة من الحدود لم تنته.